عبد الرحيم الضاقية
شهدت الساحة التربوية مؤخرا نشر كتاب « إصلاح منظومة التربية والتكوين : التجولات والرهانات » ضمن منشورات الجريدة التربوية وبشراكة مع التضامن الجامعي المغربي . ويأتي هذا المؤلف الجماعي في ظل تفشي الجائحة التي أرخت بضلالها على المنظومة التربوية الوطنية في وقت تعرف فتح العديد من والأوراش الإصلاحية المهيكلة وخاصة منها تنزيل مقتضيات القانون الإطار الذي سوف يخرج المنظومة من المزاجية السياسية ويعطيها سندا قانونيا وتشريعيا يسمو على اللحظة السياسية المتغيرة . وقد انقسم المؤلف إلى فصلين تناول الأول موضوعة التعليم عن بعد : التحديات والرهانات ، وشمل 24 مقالة تناولت الموضوع من عدة جوانب حيث تطرقت بعض المقالات للجانب الإجرائي والتنظيمي للتعليم عن بعد كردة فعل ضد الوضع الذي عاشته المنظومة بعد إغلاق المدارس والبحث عن بدائل للحفاظ على الاستمرارية البيداغوجية . وشملت التحليلات التي ساهم بها عدد من المهتمين والمسؤولين والباحثين وأساتذة/ات المواد الدراسية تقعيد الخيار البيداغوجي والتدبير اليومي للفصل و العلاقات البيداغوجية الافتراضية والحقيقية التي أفرزها الخيار البيداغوجي الجديد . كما لم تفت المساهمين/ات الوقوف على محدودية الخيار وصعوباته الإجرائية والتربوية ، ثم ما يمكن أن يخلقه من هوة رقمية بين التلاميذ/ات بحكم ولوج أو عدم الولوج للعالم الافتراضي الذي يحيل عليه التعلم عن بعد ، مما يعري شعارات تكافؤ الفرص بين مختلف المتدخلين/ات. وقد أفضت بعض المقالات إلى ضرورة تقويم التجربة بكل موضوعية وتجرد من أجل فتح المنظومة على المستقبل التي قال فيها ذ. الباعمراني في مقدمة الكتاب أنها مدعوة إلى التفكير في الاختيارات الإستراتيجية المستقبلية لإصلاح التعليم في سياق هذه التحولات والمضي نحو معالجة جذرية لنظامنا التعليمي ، وتأهيله لمواجهة مختلف التحديات انطلاقا من الرؤية الإستراتيجية للإصلاح التي يمتلكها المغرب .وجاء الفصل الثاني منسجما مع التوجه العام للكتاب حيث تطرق لإصلاح منظومة التربية والتكوين من خلال 18 مقالة تستشرف مستقبل الإصلاح على ضوء المدرسة الجديدة التي تضع التعليم الرقمي كخيار استراتيجي يجعل من زمن الجائحة وتداعياتها رافعة لتجاوز مختلف العوائق التي اعترضت الإصلاح إلى اليوم . وقد طرح المساهمون/ات والباحثون بدائل متطورة تجعل من الفصل الدراسي بؤرة ينطلق مها التغيير بدل الانطلاق من بنيات كبرى تحيل على الخيارات العامة التي لاتؤثر في الفعل التربوي في الميدان . وقد عرضت العديد من النماذج البيداغوجية الناجحة على مستوى التعليم المهني و والمهارات الحياتية وتدبير الحياة المدرسية وتدريس المسرح وطرق مجددة في العامل وع النصوص في السلك الإعدادي . وكلها مقالات وبدائل تنطلق من الواقع القريب للممارسة الصفية . ويذكر أن المؤلف الجديد يوجد رهن إشارة عموم المنخرطين/ات في منظمة التضامن الجامعي ويقع في 215 صفحة من القطع المتوسط ،وقد نسقه وأعده للطبع بمهنية عالية ذ.ابراهيم الباعمراني وقدم له ذ. عبد الجليل باحدو رئيس التضامن الجامعي .