نورالدين بازين
ليس خافيا على أحد أن ثقل حزب العدالة والتنمية بمراكش تراجع نجمه ولم يعد كما كان، وكما أفرزته النتائج في العام 2015 في الانتخابات البلدية، فهذه المرة لا محالة ستتغير الخارطة الانتخابية بمدينة سبعة رجال . ولن تأتِ التوقعات على قدر ما تشتهيه سفن اخوان بلقايد في مدينة مراكش، فالأسماء التي من المرجح ان تدخل دائرة التنافس الانتخابي من أجل نيل منصب عمودية مراكش لن تعيد أخطاء تجربة 2015 ، وعلى رأسهم ( مهندس الانتخابات) عبد العزيز بنين، الذي لم ينل حصة الأسد في تلك الانتخابات ، بل أتت الأرقام صادمة حين لم ينل التجمعيين حينها سوى على 11 مقعدا مقابل 40 مقعدا لحزب العدالة والتنمية في مجلس المدينة، ليتبخر طموح البنين في شغل منصب عمدة مراكش.
ولكن وبعد هدوء عاصفة انتخابات 2015 ومرور ما يقارب خمس سنوات، من حق الناس والمهتمين بالشان المحلي بمراكش أيضا أن تعرف أن إخوان العربي بلقايد صفعوا حليفهم حينها عبد العزبز بنين وسرقوا منه طموحه لرئاسة المدينة مباشرة بعد أن ظهرت النتائج الانتخابية الجماعية والجهوية ، حيث حصلوا على 40 مقعدا في مجلس المدينة ولم يحصل التجمعيين سوى على 11 مقعدا، وهو ما دفع بالعدالة والتنمية أن تتراجع عن تحالفها مع البنين لتقطع الطريق عليه من اجل ان ينال رئاسة مجلس المدينة.
هذا المعطى أكده القيادي العربي بلقياد في حوار مع المساء وكشف عن تفاصيل ما جرى في المدينة الحمراء، وقال أن حزبه قاد تحالفا منذ اليوم رفقة التجمع الوطني الأحرار، بناء على برنامج وتوجه حكومي، وأنه عقدت العديد من اللقاء في سبيل ذلك، شارك فيها رشيد بن الدريوش، المسؤول في حزب الحركة الشعبية، حيث جرى التوافق على أنه مهما كانت النتائج سيكونون كتلة واحدة.
في ذات الحوار كشف محمد العربي بلقايد، أن عبد العزيز البنين، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار السابق بمراكش ، خرق الاتفاقات التي جرى التوصل إليها بشأن تشكيل مجلس المدينة الحمراء، موردا أن القيادي التجمعي كان يطمح إلى الوصول إلى العمودية، وحين لم يتمكن من ذلك “انقلب” على حلفائه واتجه للتحالف مع المعارضة.
اتهام عبد العزيز بنين ب ” الانقلاب ” على العدالة والتنمية حينها من طرف اخوان بلقايد، وتخليهم عن دعمه لرئاسة مجلس المدينة، نفته مصادر متتبعة للشان المحلي والانتخابي بمراكش، وأكدت أن حزب المصباح ” كبر كروشو” حين تفاجأ بفوزه بعدد مقاعد لم يكن يحلم بها حينها، وتخلى عن وعوده للبنين برئاسة المدينة وانقلبوا عليه.
أسئلة كثيرة تدور حول الدور الذي لعبه بنين في الانتخابات الجماعية بمراكش في 2015، خصوصا أن جميع المحيطين به يعلمون أنه لم يكن بمنأى عن رئاسة المدينة ، الا أن حصوله على 11 مقعدا باسم التجمع الوطني للأحرار، لم يكن يرضي طمع حزب العدالة والتنمية الذي حصل بالمفاجأة على 40 مقعدا ، ولكن السؤال المطروح من انقلب على من ..؟ بلقايد أم البنين الذي يَعد وصوله الى طريق مسدود مع حزب المصباح لم يستطع أحد فتحه حتى الآن.
المدركون لطبيعة عمل عبد العزيز بنين وأهمية رئاسة مجلس مدينة مراكش في أجندة هذا السياسي، ، يعلم تماما أنه بامكانه الفوز بمنصب عمودية مراكش ، كما أن بامكانه استمالة عدد كبير من المفاتيح الانتخابية الأساسية في المقاطعات الخمس المشكلة للمجلس.
والسؤال المطروح هل سيكون عبد العزيز بنين رئيسا لمجلس مدينة مراكش بعد مرور خمس سنوات؟ وهل يعود رئيسا للمدينة مدعوما من القيادي الحركي رشيد بن الدريوش؟ أم أن مسالك الانتخابات التشريعية و الانتخابات الجماعية المقبلة ستكون في صالح ( مهندس الانتخابات ) ويرّد الصاع صاعين لحزب العدالة والتنمية؟