المضيق/علي زحزوح
من أسباب معاناة الشباب من البطالة و الفقر و التهميش النخبة السياسية المحلية الفاشلة التي تسهر على تسيير الشأن المحلي ، و التي لم تقدم أي مشروع تنموي من أجل ساكنة منطقة المضيق.
و من بين إنجازات هذه النخبة الفاشلة نسبة الهجرة السرية المرتفعة بسبب فقدان الأمل في مستقبل أفضل بمدينة المضيق، مما نجم عنه ضحايا قوارب الموت ، فيما العديد من الأمهات بالمدينة فقدت فلذات كبدهن بسبب مقبرة البحر الأبيض المتوسط.
و عوض أن تقوم النخبة السياسية التي يتبجح البعض منها أن له أكثر من 24سنة في الجماعة الحضرية بالمضيق حلولا ناجحة لابناء المنطقة. قاموا بتفويت محمية طبيعية و منطقة رطبة يمنع عليها البناء حسب المواثيق الدولية المسمى “مرجة اسمير” و المعروفة بتوافد طيور عالمية نادرة إليها.
إلى جانب ذلك تم تفويت شاطئ واد أسمير ، بالإضافة لعدم تسوية الوعاء العقاري بالمدينة مما يفتح الباب على مصراعيه في إنتاج الاختلالات. مع العلم أن من يسهرون على تسيير الشان المحلي لمدينة المضيق أراضيهم و ممتلكاتهم جلها محفظة والساكنة بقيت في مهب الريح.
إضافة إلى ذلك ، نجد إنتشار ظاهرة الإدمان على المخدرات القوية والإكتئاب و الأمراض النفسية بين أوساط الشباب ، بفعل فقدان الأمل في مستقبل أفضل، كما تم تسجيل العديد من حالات الإنتحار مؤخرا.
وللإشارة فقد كشفت جائحة كورونا الوجه الحقيقي و مدى هشاشة الأوضاع الصحية و الإجتماعية و الإقتصادية بالمنطقة ، مقابل ذلك يلاحظ أن المسؤولين لم يوفروا أي بديل إقتصادي بعد إغلاق باب سبتة المحتلة ( الديوانة).
و يبقى حدث الدورة الإستثنائية الإخيرة، بالجماعة الحضرية بالمضيق، بحسب متتعي الشأن المحلي الحدث الأبرز لدا ساكنة المدينة، حيث شهدت نقاشا بين الأعضاء وصف بالعقيم ودون جدوى ولا يغني من جوع ، مؤكدة أن الجلسة وكأنها تتعلق بفضاء حمام أو سوق شعبي، و ليس بمؤسسة مطالبة بالتفكير في حلول لهذا الوضع المزري بالمدينة ، كما إن سجود الشباب في السواحل حمدا لله و فرحا بوصوله إلى الضفة الأخرى يعد وصمة عار على جبين الحكومة المغربية.