كلامكم
بعد أربعة عقود في زنقة راس المصلى في طنجة تم هذا الأسبوع نقل مقر إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية إلى مقر جديد في لازون فرونش ضواحي طنجة.
مغادرة المقر التاريخي والرمزي للإذاعة كانت لحظة مليئة بالمشاعر بالنسبة لصحافيي الإذاعة الذين يفارقون المقر التاريخي بعد سنوات من العمل فيه.
الإذاعي المخضرم عبد الصادق بنعيسى كتب على صفحته في فيسبوك:
وداعا ..
مبتسما،شابا في العشرين ،دخلت هذه البناية التي صارت المقر التاريخي لإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية Medi1..كان ذلك قبل نحو أربعين عاما..كان لي شرف الإلتحاق بتلك النواة الأولى لقسم التحرير ..وها أنا أغادر هذا المقر وأنا على مشارف المعاش..هي ذي سنة الله في خلقه .. هذه الصورة قد تكون الصورة الأخيرة لي في هذا المقر الذي كان شاهدا على كل مراحل النشأة وعلى التحولات التي شهدتها إذاعة ميدي1.. جدران هذا المقر تحتفظ بذكريات كل الذين مروا من هنا.. الذين أسسوا وشيدوا بعرق الجبين ومنحوا الفكرة التي كانت جنينية كل طاقاتهم وأجمل سني عمرهم منهم من رحل إلى وجهات أخرى ومنهم من رحل إلى دار البقاء..جدران هذا المقر تحفظ أيضا بملامح من حرصوا على الإستفادة دون أن يقدموا شيئاً حقيقيا يذكر؛ أولئك الذين امتطوا القطار وهو يتحرك دون أن يكلفوا أنفسهم ولو لحظات انتظار .. جدران هذا المقر القائمة منذ أواخر القرن التاسع عشر ستظل تحتفظ بوجوه الذين أحسنوا دون أن ينتظروا جزاء ولا شكورا والذين أساؤوا وأكثرهم لم يكن في تفكيرهم سوى حظ من مغنم يحصلون عليه .وسيأتي زمن للبوح ..
وداعا مقر ميدي1 التاريخي التليد ولي- إن شاء الله – أيام أمضيها رفقة زملائي في المقر الجديد..وداعا زنقة المصلى.
الصحافية اعتماد سلام تساءلت كم شخصا مر من هنا؟ كم حدثا وكم خبرا أذيع؟وكم ذكرى تشهد عليها هذه الجدران؟
وقالت عندما وصلت محطة ميدي آن كنت قد طويت ورائي ثماني سنوات في العمل الإذاعي، رغم ذلك شعرت يومها برهبة لم أشعر بمثيل لها من قبل، ولازال ذاك شعوري حتى بعد سنوات داخل الدار التي خطا فيها كبار الصحافيين خطواتهم الأولى وضمت خيرة الإذاعيين الذين عرفت بعضهم مستمعة مفتونة بهذه الإذاعة، وبعضهم طالبة تواقة إلى التعلم، قبل أن أصبح زميلة لهم وذاك شرف كبير.
هذا الأسبوع، ودعنا المقر التاريخي لإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية، تركنا فيلا رأس المصلى/ البيت الذي احتوى الجميع ومنه انطلقت قبل أربعين سنة بالتمام والكمال أصوات أجيال متعاقبة من الصحافيين لتصل إلى دول المغرب الكبير وإفريقيا وكل العالم، تخبر الناس وتؤنسهم وتثقفهم في كل وقت وحين.
فخورة بمروري من هنا.. يتغير المكان والزمان ونبقى على عهد العمل بكل شغف ومهنية واحترام للمستمع.
اما الصحافي شكري البكري قال بنبرة بغمرها الحنين، دخلت هذا البهو أول مرة يوماً من أيام يونيو 2000 في الثامنة وخمس وأربعين دقيقة صباحا. ورغم تجربتي في التلفزة المغربية والعاصمة الإيطالية ، فقد كانت له هيبته.
غادرته في أكتوبر 2003 لأحلق في أجواء 2M، ثم عدت إليه في ماي 2007 ، وشعرت بنفس الهيبة.
اليوم يودع طاقم ميدي آن مقره التاريخي والرمزي، بزليجه وأدراجه وأنفاس أولئك الذين مروا من هنا.
لكن المكان سيظل رمزا لتاريخه،،، وستظل الأنفاس هنا.
دخلت هذا البهو أول مرة في العشرين من يونيو عام 2000 في الثامنة وخمس وأربعين دقيقة صباحا،،، وأغادره اليوم لآخر مرة في الثامن والعشرين من غشت عام 2020 في الثامنة وست وأربعين دقيقة مساء.
هذا البهو شهد خطو العشرات من الصحفيين الذين يحق لهذا البلد أن يفتخر بهم.
مجرد أطلال نحن، اليوم أو غدا.
.
وفي تغريدة لرئيس التحرير ماجدولين بنشريف فقد تساءلت عن ما الأماكن؟ يصنعها الأشخاص أم تصنعهم ؟
نغادر الليلة المقر التاريخي لإذاعة البحر الأبيض المتوسط. أجيال من الصحفيين والمنشطين و التقنيين مرت من رأس المصلى على مدى 40 عاما. أصوات وأفكار وأمجاد وأحلام صنعها أشخاص جمعهم بيت واحد آمن بهم.
نغادر الليلة المقر التاريخي لإذاعة البحر الأبيض المتوسط بكل رمزيته وحمولته وذاكرته..
متى ما غادر الأشخاص أماكنهم لا تعود تعني شيءا.
شكرا للبيت القديم على كل ما قدم لي. فخورة لأنني مررت من هناك ❤