نورالدين بازين
على إثر التقارير التي رفعها كريم قسي لحلو والي الجهة وعامل عمالة مراكش وبطلب منه ستحل لجنة مركزية تضم مسؤولي وزارة الصحة بمراكش للاطلاع ميدانيا على الوضعية والحاجيات في أطار محاربة جائحة كوفيد 19 بالمدينة.
والي جهة مراكش آسفي، سبق وأن أنجز تقريرا مفصلا عن الوضعية الوبائية بالجهة ووضعية مستشفياتها، خاصة مستشفى المامونية، وسلمه لوزير الداخلية قصد الاطلاع على الوضع الصحي بالجهة، وحالة المستشفيات بها، والتي يعرف بعضها نقصا حادا في التجهيزات الطبية والموارد البشرية، إلى جانب المشاكل التنظيمية بها.
إلى هنا يبدو الخبر عاديا لدى متتبعي الشأن المحلي لمدينة مراكش، لأن المطالبة بحلول لجنة مركزية من وزارة الصحة يدخل في طبيعة وظيفة والي جهة مراكش آسفي، كأعلى سلطة بالجهة وبعمالة مراكش. لكن غير الطبيعي والسليم هو ان يركب حزب العدالة والتنمية خصوصا رئيس المجلس الجماعي لمراكش على هذا الخبر وينسب له ولحزبه هذا المطلب ويجيش من خلاله ” الجيش الالكتروني” للترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي ” الفايس بوك” و” الوات ساب” مستغلين الوضعية التي تعيشها المنظومة الصحية المناهرة بمراكش، عوض تقديم حلول واقتراحات تفيد المجتمع المراكشي وعدم الركوب على إنجازات الأخرين، بصفته الحزب الذي يسير الشأن المحلي لمدينة سبعة رجال والمفروض فيه ان يجد ما يزيل غمة المواطنين والمواطنات التي تموت يوميا.
هي مرحلة الإنفصام السياسي والاخلاقي لدى حزب العدالة والتنمية بمراكش، فعوض أن يدافع عن كرامة المواطن المراكشي بايجاد حلول وتقديم اقتراحات أنية ومساعدة مؤسسة الوالي في ايجاد مخرج لهذا المأزق الذي ينبئ بكارثة صحية بمدينة مراكش أصبح ينتظر ما سيفعله الآخرون للركوب على هذه الانجازات وهذه لعمري أصبحت ثقافة هذا الحزب الاسلامي وخير دليل ركوبها على احتجاجات حركة 20 فبراير.
خبر حلول لجنة مركزية من وزارة الصحة بطلب من الوالي كريم قسي لحلو، أفقد حزب المصباح بمراكش عقله، دفعه إلى أن يقود حملة مسعورة في العالم الافتراضي متبنيا هذا الاقتراح النابع من مؤسسة الوالي ضاربة الوازع الاخلاقي عرض الحائط لتنسبه إلى رئيس المجلس الجماعي ، كي تستطيع أن تستثمرها لربح تعاطف الفئات الإجتماعية وحملة انتخابية قبل الأوان. إننا امام حزب فقد بوصلة الوعي السياسي وأصيب بانفصام أخلاقي، ولم ينفعه تلك المواعظ والخطب المنبرية التي كانت في غرف مقرات حركة التوحيد والإصلاح.
