عبدالواحد الطالبي
الهروب الكبير عنوان يصلح لمشهد قوافل االعربات والمركبات المغادرة لمدينة مراكش في اعقاب صدور بلاغ وزارتي الداخلية والصحة المغربيتين المشترك مساء اليوم.
وشهدت الطريق السيار شمال -جنوب حركة دؤوبة غير معتادة بازدحام شديد في سرعة جنونية كأن سائقيها تشتعل النار في ثيابهم أو كأن مراكش أخرجت أثقالها.
وتسارع الخبر بين الناس وشاع عن عزل ثماني مدن وإغلاقها البتة بمنع الدخول اليها والخروج منها بغتة فيما كانت الأسر تتهيأ لإحياء مناسبة عيد الأضحى مجتمعة في ظل الجائحة بما توصي به التعليمات الاحترازية من تفشي وباء كوفيد-19.
ولم تتح فرصة التعبير عن المواقف من البلاغ المشترك المعلن بسبب عنصر المفاجأة الذي اضطر عددا من الزوار إلى المغادرة حتى من قبل جمع الأنفاس بل إن جحافل المواطنين وقعت تحت ضغط الوقت للحاق الهروب قبل الموعد المحدد في منتصف ليلته…
وعاين مسافرون على طريق مراكش- الدار البيضاء السيار قوافل الخوف أسرابا ومن ورائها الأضاحي وأفراح العيد وأحلام مجهضة في نهاية أسبوع أحالها كوابيس كأنها قدر مجنون يضغط على الصدور…
وفيما كانت أسارير بعض القطاعات تنفرج بمناسبة عيد الأضحى الذي يشهد كل عام نشاطا للدورة الاقتصادية في شتى المجالات، فإن القرار الذي فرضته حالة الطوارئ الصحية وعدم الالتزام بالتدابير الوقائية خلال فترة التخفيف من الحجر الصحي حنط الوجوه وجمد الدم في العروق لدى قطاعات واسعة أهمها قطاع النقل كان “العيد الكبير” بالنسبة لها أملا لتعويض بعض ما سببته كورونا على مدى 4 أشهر من انتكاسة للقطاع وأزمة شاملة من الركود.
