المكرفون يتحرر “تجربة من الداخل” تحرير القطاع السمعي البصري في المغرب ( الحلقة 16)

المكرفون يتحرر “تجربة من الداخل” تحرير القطاع السمعي البصري في المغرب ( الحلقة 16)

- ‎فيإعلام و تعليم, في الواجهة
247
0

أحمد علوة

هي تجربة من الداخل ،،،من داخل الأثير الاذاعي لإذاعي مغربي خبر تجربة الإذاعة في قطبها العمومي ، وانخرط في تجربة تحرير المجال السمعي وانطلاق الاذاعات الخاصة.

انها تجربة مغايرة ، ومغرية بالحكي ، فالمسافة الفاصلة مابين عالم الإذاعة الواحدة والإذاعات المتعددة تحمل الكثير من التفاصيل واللحظات القوية والمحبطة  التي لا يحسن التقاطها وحكيها إلا من خبر التجربتين .

هو رصد مختصر من داخل هذا القطاع لتجربة غنية شارفت عشرين سنة من عمرها سنة ، يقدمها صاحبها الذي خبر  “وقار” الإذاعة الوطنية وانغلاقها و “تمرد” الإذاعات الخاصة وتحررها.

الدستور الجديد

 

الدستور المغربي لعام 2011 الذي جاء في أعقاب ربيع عربي وصوت لصالحه المغاربة في استفتاء شعبي . والذي نص أساسا على أن نظام الحكم في المغرب، نظام ملكية دستورية، ديمقراطية برلمانية واجتماعية، دستور بمثابة ثورة سياسية ترتبت عنها ثورة إعلامية سنعيشها أساسا نحن في الإذاعات الخاصة التي كانت دوما سباقة لفتح باب النقاش والتداول للعموم أولا و لأهل الاختصاص ثانيا ..حيث تناغم ذلك مع ما يحدث عربيا ما جعل المرحلة ككل  بمثابة امتحان عسير للإعلام المغربي وللإذاعات الخاصة بشكل خاص بجيلها الجديد ،الذي كان مطالبا بتقديم أفضل عروضه في تحول مغربي مصيري. وبالانخراط في قلب نقاش سياسي واجتماعي حقيقي يحمل في طياته مستقبل البلاد في ظرفية سياسية عسيرة لا تحتمل المزايدات .

وقد كانت مرحلة هامة بالنسبة لي أنا القادم من عوامل ثقافية وسياسية يسارية، أن أتميز بتسيير لقاءات وحوارات سياسية بالأساس .وأن أضيف لخريطة برامجنا مواعيد وفقرات تتناسب والحدث السياسي الكبير. والحال أن جل الإذاعات بما فيها التي حصلت على التراخيص في ما بعد ،كانت في قلب الحدث كما يقال، وساهمت كل واحدة من موقعها ومن توزعها الجغرافي  ،في جعل الحوار ممكنا بين المغاربة وهو الحوار الذي لمسنا أثاره في التجاوب العالي الذي يتجلى في البرامج المباشرة الحوارية حيث خطوط الهاتف لا تكاد تسع الآلاف إن لم أقل ملايين المكالمات الهاتفية التي أجراها المغاربة تجاوبا مع موضوعات هذه الإذاعات .

ومن حسنات دستور 2011 علينا ،أنه قوى وعينا السياسي كإذاعيين وعبد لنا الطريق نحو المساهمة في إيصال مضامينه لعموم المواطنين خاصة وأن علاقتنا توطدت أيضا مع أهل الاختصاص من محللين وخبراء وأساتذة جامعيين ،حيث رافقت هذه الطبقة المثقفة تجربتنا وانتعشت بدورها حين طورت آليات تواصلها مع المستمع إلى حد تحول العديد منهم إلى نجوم تتسابق إليها الإذاعات والقنوات التلفزية العربية والغربية أيضا ..وتلك من نعم الإذاعات الخاصة على هذه الطبقة الجامعية، التي ظلت ولسنوات طويلة خارج النقاش الوطني والقضايا الكبرى بسبب هيمنة الدولة على القطاع السمعي البصري وبالتالي انتقت المحللين والخبراء على مقاسها ومقاس المرحلة .

 

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت