خرجة العثماني الخائبة !

خرجة العثماني الخائبة !

- ‎فيرأي, في الواجهة
333
0

اسماعيل الحلوتي

انتظر المغاربة بلهفة كبيرة حلول الموعد الذي ضربه لهم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني يوم الخميس 7 ماي 2020 على الساعة التاسعة والنصف ليلا بالقناة الوطنية الأولى والقناة الثانية 2M وقناة ميدي 1 تيفي، ليس حبا في الرجل ولا في حزبه، وإنما رغبة منهم في معرفة ما إذا كان بمقدوره هذه المرة الرد على كل التساؤلات التي تشغل بالهم وتكاد تفجر رؤوسهم، إن على مستوى مستجدات الوضع الوبائي بالمغرب أو الخروج الصحي وما بعد 20 ماي أو مصير السنة الدراسية والجامعية وغيرها…

بيد أنه أبى إلا أن يواصل مسلسل استفزازاته لهم ويخيب ظنهم من جديد، حتى أن الكثيرين منهم ندموا على منحه فرصة أخرى لإضاعة وقتهم في مونولوغ مقرف وسخيف على مدى نصف ساعة من الزمن، حيث ظهر الرجل في بداية الأمر رفقة محاورته بدون كمامة، وهي الرسالة السلبية التي استهجنها الجميع، وبدا أكثر ارتباكا من ذي قبل في ردوده على أسئلة متفق عليها سلفا، علما أن اللقاء أجري معه بعد الفطور ونهاية صلاة التراويح. إذ كيف نفسر عدم تمكنه من استعراض بضعة أرقام، يمكن لأي تلميذ في مستوى التعليم الأساسي أن يحفظها عن ظهر قلب؟ ولا أدل على ذلك أكثر من كونه أخطأ في حديثه عن حصيلة المغرب في محاربة فيروس “كوفيد 19″، حيث خانته لغة الأرقام في ذكر عدد الوفيات وعن كمية الكمامات التي أصبح المغرب ينتجها مع توالي الأيام، إذ بدل أن يقول ثمانية وتسعة ملايين كمامة في اليوم، قال ثمانية وتسعة كمامامات في اليوم، فضلا عن تغييره لاسم بطاقة “راميد” ببطاقة “كورونا”…

فقد ملأ وقت اللقاء بالتخبط والتلعثم دون أن يكون قادرا على قول ما يفيد تلك الجماهير التي تسمرت أمام التلفزيون، متضرعة إلى العلي القدير أن يكون العثماني في زمن كورونا هو غيره في ما قبل، إلا أن الرجل ظل على حاله كما هو إن لم يكن تقهقر إلى الخلف، إذ كان لا يعمل طيلة المقابلة الفاشلة سوى على محاولة التملص والتمويه، والرمي بالكرة في مربعات الآخرين، حيث أنه فيما يرتبط بالتخفيف من حالة الحجر الصحي المستمرة  منذ 20 مارس والمزمع رفعها مساء يوم 20 ماي 2020، صرح بأن وزارتي الداخلية والصحة منكبتان على إعداد جملة من السيناريوهات الممكنة…

لكنه نفى بشدة أن يكون صحيحا ما يتداوله الناس بينهم على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها عن استعداد وزارة التربية الوطنية للإعلان عن سنة دراسية بيضاء، معتبرا أن الأمر لا يعدو أن يكون إشاعات مغرضة، لاسيما أن التلاميذ والطلبة تلقوا ما يناهز 70 بالمائة من مقرراتهم الدراسية، مؤكدا على أن هناك فرقا للتفكير والتشاور بصدد التهييء للسيناريوها المحتملة، والتي سيتم الحسم فيها باتفاق مع كل المعنيين بالشأن التربوي خلال الأيام القليلة والمقبلة، أو حول استفادة مدارس التعليم الخاص من دعم الصندوق المحدث بمباردة ملكية لتدبير ومواجهة تداعيات جائحة كورونا، إذ تبين أنه جاء فقط للدفاع عن لوبي مؤسسات التعليم الخصوصي، وتبرئة نفسه وقيادات حزبه مما نسب إليهم عن تعاطفهم معهم، على أعتبار أن معظم أرباب هذه المؤسسات ينتسبون إلى الحزب. مشددا على أن المستفيدين هم الأجراء والمستخدمين المتوقفين عن العمل بالمقاولات الخاصة ومن ضمنهم مأجوري مؤسسات التعليم الخاص، وأن لجنة اليقظة حريصة على ضبط مصاريف الصندوق.

ومن غير الاستمرار في وجع الدماغ بأجوبة رئيس الحكومة غير المقنعة، التي اتضح من خلالها أنه يفتقر إلى الجرأة السياسية والنظرة الاستشرافية، من حيث عدم قدرته على تحديد تاريخ ولو تقريبي للخروج من حالة الطوارئ الصحية أو إعطاء ملامح تصورات بسيطة عما يمكن أن تكون عليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب في المستقبل، نستطيع القول بأنه ليس هناك من خلاصة للقاء الكارثي أفضل من تلك التي خرج بها الكثير من رواد الفضاء الأزرق في انتقاداتهم الساخرة عبر منصات التوصل الاجتماعي، حيث أنهم اعتبروا أن الهدف من خرجته البئيسة ليس سوى الدفاع عن مؤسسات التعليم الخصوصي بتوابل مستجدات الحالة الوبائية، مؤكدين على أنه لم يأت بأي جديد يذكر عدا أنه كشف عن هزالة مستواه السياسي والفكري.

إن ما جاء في تصريحات العثماني في خرجته غير الموفقة كالعادة، والتي فرضت على القنوات التلفزيونية السالفة الذكر في آخر لحظة لغرض في نفسه، لم يعمل سوى على إثارة الجدل في صفوف النخب السياسية والاقتصادية، خاصة أنه أنكر أن تكون حكومته قد قدمت أي مساعدات أو دعم للمدارس الخاصة، ويقوم في ذات اللقاء بتكذيب نفسه عند إقراره علانية أن مستخدمي ومأجوري هذه المدارس استفادوا على غرار باقي المستفيدين في مؤسسات ومقاولات أخرى، متجاهلا أن هذه المؤسسات الخصوصية ليست من ضمن أولويات بلادنا خلال هذه الأزمة الصحية، وأنه رغم التوقف عن الدراسة منذ 16 مارس 2020 مازالت غالبيتها تفرض على آباء وأولياء التلاميذ أداء الواجبات الشهرية، بدعوى أن لها التزامات ومصاريف كثيرة ومتنوعة.

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت