نورالدين بازين
يشهد القطاع السياحي بمدينة مراكش ،الذي يعتبر ثاني أكبر مصدر للعملة الأجنبية، تضررا وجرحا عميقا واختناقا لم يسبق له مثيل من قبل، خصوصا أن أغلبية السياح الذين يزورون البلاد يأتون من أوروبا، التي سجلت معدلات مرتفعة من حالات الإصابة بفيروس كورونا.فإذا انهار قطاع السياحة بمراكش فإن قطاعات أخرى ستنهار أوتوماتيكيا.
وكشفت الكونفيدرالية الوطنية للسياحة إلى أنّ القطاع يُوفر أكثر من 400 ألف وظيفة، بدءاً من الفنادق والمطاعم ووكالات السفر وشبكات التوزيع والنقل البري وكراء السيارات والبازارات المزارات السياحية وأصحاب الكوتشي، وهي القطاعات التي تضررت بفعل فيروس كورونا ، وقد يترتب عنها مستقبلا معاناة كبيرة ومخلفات لن يتعافى منها قطاع السياحة إلى بعد مرور سنتين على الاقل، لأن كل مهنة تجر ورائها مجموعة من الصناع التقليديين، خصوصا النساء الصانعات في ضواحي مراكش اللواتي كن يقتتن من الرواج السياحي لمدينة مراكش.
فالتوقعات تفيد أن تضرر قطاع السياحة سيمس حوالى 3500 شركة مقاولة للإيواء السياحي، و500 شركة للتموين السياحي، و1450 وكالة سفر، و1500 شركة للنقل السياحي، و1500 شركة لكراء السيارات، وفقاً لإحصاءات الكونفيدرالية. حيث وحدة بعد أن أغلق المغرب حدوده منتصف شهر مارس الماضي إلى أجل غير مسمى في مشهد مختصر للواقع الذي يعيشه القطاع، علاوة أن مشكل الطيران، الذي تسبب في إلغاء رحلات العديد من السياح نحو المغرب، بعد أن قررت العديد من شركات الطيران العالمية أن توقف العمل بعدد من طائراتها، من بينها “إير فرانس” و”لوفتانزا” الألمانية، التي أوقفت العمل بحوالي 150 طائرة تابعة لها.
وقلل المهنيون من حجم الحجوزات الملغاة في فنادق مراكش، الوجهة السياحية الأولى في المغرب، بسبب انتشار الفيروس، ورفضوا الإعلان عن رقم معين، معتبرين أن الإلغاء يمكن أن يكون لأي سبب من الأسباب، ولا يمكن ربطه بالضرورة بفيروس “كورونا”، خاصة أن السائح، حين يلغي رحلته، لا يكون مجبرا على تحديد الأسباب التي جعلته يتخذ هذا القرار، رغم أن بعض المصادر الإعلامية تحدثت عن حوالي 2000 إلغاء في كل فندق من فنادق مراكش، خلال مارس الجاري (عدد 6 مارس من جريدة لافي إيكو).