القيادي بالشبيبة الاتحادية رشيد الزاوية*: تسريب مسودة قانون يرمي توجيه الرأي العام و إثارة الفتنة بالمواقف المزدوجة للحزب الأغلبي

التأجيل هو مسألة طبيعية نظرا  لضرورة ملائمة مشروع القانون للدستور المغربي، و كذا الشرعية الدولية لحقوق الانسان. و القرار كان في محله خاصة بعد الاحتجاجات بعد تسريب مادتين من المسودة و هما المادتان الزجريتان التي تم اختيار تسريبهما بنية مبيتة دون باقي المواد التي هي 28 مادة شاملة لكيفية تقنين فضاءات منصات التواصل الاجتماعي.

موضوعيا مجال النشر عبر الانترنيت يحتاج لتقنين و ترسيم حدود الحرية داخله، دون المساس بحرية الاخرين و حياتهم الشخصية و محاولة صد كل من ينتوي الولوج لوسائل البث الالكترونية بنية إجرامية تمس الأمن العام و الأمن الخاص للأفراد، لكن قانون بهذه الخصوصية و هذه الحساسية يحتاج لتوافق وطني بين جميع المتدخلين و كذا مراعاة المكتسبات الديمقراطية في هذا الصدد ، و هو في تقديري ما عجل بقرار سحب المسودة الى حين توفر الشروط المادية و الموضوعية لإعادة مناقشته في انتظار عرضه على البرلمان.

مسألة تسريب مسودة قانون لم تصبح بعد مشروعا فهو عمل يضرب في العمق المؤسسات الدستورية،  و يعطي انطباع لدى الرأي العام و الفاعل السياسي بفقدان المصداقية ، و الواقف وراء هذا الفعل معروف و خير دليل على الازدواجية التي يعرفها الحزب الاغلبي، و الذي بين في الأخير مراميه حول توجيه الرأي العام و اثارة الفتنة بالمواقف المزدوجة التي تأتي كرد فعل من اجل تكسير الاجماع الوطني الذي تحقق بفضل ابناء و بنات هذا الوطن و استماتة المجندين في مواجهة جائحة فيروس كورونا الفتاك و بان الاولوية هي الحق في الحياة وهي اولى الاولويات الوطنية .

بل أكثر من هذا،هناك العديد من القوانين التي تحتاج الى نقاش مجتمعي و هي دعوة للرأي العام من خلال جريدتكم المحترمة، من أجل متابعتها و مناقشتها و التفاعل بشأنها من طرف المواطنات و المواطنين بات أمرا ملحا عن طريق تفعيل مسألة العرائض المنصوص عليها دستوريا ، لكن هذا الامر سيكون  كما قلت بعد رفع حالة الطوارئ و عودة المياه لمجاريها .

هل سقط حزب الاتحاد الاشتراكي في فخ لعبة العدالة والتنمية بتبنيه قانون 22.20؟

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب تاريخي و لا اعتقد ان مناضلا متشبعا بالمبادئ الكونية سيكون ضد حرية الرأي و التعبير ، و اقحامه  في هذا الأمر كان بنية مبيتة و بازدواجية مقيتة لا يتسع المجال للخوض فيها .

كما اؤكد ان هناك قضايا كبرى تتعلق بالاجراءات الاحترازية و القدرة المعيشية للاسر في هذا الظرف العصيب و التي تفرض اتخاد اجراءات استعجالية هي اولوية الاولويات و هذا ما يفرض الصراحة تجاه المواطنات و المواطنين و تقديم الخدمات الصحية و العلاج للخروج من هذه الحالة الاستثنائية .

 و في هذا الاتجاه أحيي جميع الضمائر الحية و المجندين و المجندات في الصفوف الأمامية لمواجهة هذه الجايحة ، كما اتمنى الشفاء العاجل للحالات المصابة وعزائي للشهداء الذين حصدهم لهيب هذا الوباء اللعين.