أحمد علوة
هي تجربة من الداخل ،،،من داخل الأثير الاذاعي لإذاعي مغربي خبر تجربة الإذاعة في قطبها العمومي ، وانخرط في تجربة تحرير المجال السمعي وانطلاق الاذاعات الخاصة.
انها تجربة مغايرة ، ومغرية بالحكي ، فالمسافة الفاصلة مابين عالم الإذاعة الواحدة والإذاعات المتعددة تحمل الكثير من التفاصيل واللحظات القوية والمحبطة التي لا يحسن التقاطها وحكيها إلا من خبر التجربتين .
هو رصد مختصر من داخل هذا القطاع لتجربة غنية شارفت عشرين سنة من عمرها سنة ، يقدمها صاحبها الذي خبر “وقار” الإذاعة الوطنية وانغلاقها و “تمرد” الإذاعات الخاصة وتحررها.
الحلم يتحقق..الجيل الإذاعي المحظوظ .
اعتبر نفسي من الجيل الإذاعي المحظوظ ،لأنني وببساطة جمعت ما بين الاشتغال في القطب العمومي الواحد ،أي الإذاعة الوطنية (جهوية عين الشق) ومابين الانخراط في تجربة الإذاعات الخاصة التي انطلقت عام 2006، أي بعد عامين عن مغادرتي الأثير الإذاعي، وكأن الظروف لم ترد حرماني من لذة وحرقة المكرفون، أو كما يسميه بعض زملائي “سلطة الميكرفون” ، وقد شاءت الظروف ومن بين ثمانية إذاعات خاصة حصلت على الترخيص كجيل أول من الإذاعات الخاصة في المغرب وهي: “أطلنتيك راديو” و”هيت راديو” و”أصوات” و”كازا اف ام” و “م ف م ” و”شدى اف م” و”راديو بلوس” و”كاب راديو” بالإضافة إلى “ميدي 1 راديو” و راديو “سوا” بالإضافة الى “ميدي 1 راديو” و”راديو سوا” .
شاءت الظروف أن التحق بإذاعة أطلنتيك التابعة لمجموعة “ايكو ميديا” أحد أكبر المجموعات الإعلامية في المغرب..لقد جعلت النظرة الاحترافية لمسئولي هذه الإذاعة من التكوين الميداني أحد مقومات الانطلاقة ..و دون مقدمات خضع طاقم أطلنتيك لتكوينات احترافية ودقيقة عن طريق الاستعانة بخبراء من جنسيات وتجارب مختلفة ، كانوا سندا قويا لإطلاق بث هذه الإذاعة بالشكل اللائق مهنيا ، ومن تم اخضاعنا و لشهور عديدة وقبل أن نكون على الأثير لتكوينات ميدانية ،اكتشفت فيها شخصيا أن العمل الإذاعي مغاير بشكل كبير لما عشته لسنوات عديدة خلف مكرفون إذاعة عين الشق الجهوية.
وليتم اختياري فيما بعد -أنا القادم من عالم إنتاج البرامج الثقافية – مقدما للنشرات الرئيسية ، ولأتحول فجأة من صاحب لغة حالمة إلى لغة إخبارية صارمة تضع الكثير من الاعتبارات للكثير من الضوابط المرتبطة باللغة والزمن والتوقيت والفواصل .ولأجد نفسي منخرطا في مسار إذاعي جديد وعوالم جديدة .