المكرفون يتحرر ..”تجربة من الداخل” .. تحرير القطاع السمعي البصري في المغرب (الحلقة 3 )

المكرفون يتحرر ..”تجربة من الداخل” .. تحرير القطاع السمعي البصري في المغرب (الحلقة 3 )

- ‎فيإعلام و تعليم, في الواجهة
183
0

أحمد علوة

هي تجربة من الداخل ،،،من داخل الأثير الاذاعي لإذاعي مغربي خبر تجربة الإذاعة في قطبها العمومي ، وانخرط في تجربة تحرير المجال السمعي وانطلاق الاذاعات الخاصة.

انها تجربة مغايرة ، ومغرية بالحكي ، فالمسافة الفاصلة مابين عالم الإذاعة الواحدة والإذاعات المتعددة تحمل الكثير من التفاصيل واللحظات القوية والمحبطة  التي لا يحسن التقاطها وحكيها إلا من خبر التجربتين .

هو رصد مختصر من داخل هذا القطاع لتجربة غنية شارفت عشرين سنة من عمرها سنة ، يقدمها صاحبها الذي خبر  “وقار” الإذاعة الوطنية وانغلاقها و “تمرد” الإذاعات الخاصة وتحررها.

إذاعة عين الشق الجهوية

استمر إنتاجي للبرامج الثقافية في إذاعة عين الشق كمنتج خارجي لأكثر من عشر سنوات نسجت خلالها علاقات ثقافية واسعة رغم الحساسيات الثقافية والسياسية التي كانت تطبع آنذاك الشأن العام المغربي ، فلم  يمنعنا إشراف وزارة الداخلية في تلك الفترة على الاعلام العمومي من التعاطي مع كل الأصوات الثقافية رغم سقف خطابها “العالي” في وقت كان فيه المثقف المغربي منتجا لأفكار سياسية  .

 

لن تسعفني الذاكرة الان لسرد كل الأسماء الأدبية والفكرية التي كانت ممنوعة بقرار غير مكتوب من الحديث للإذاعة الرسمية واستطعت استضافتها ومحاورتها ومجاراتها في برامج مباشرة وغير مباشرة ويكفي ان أشير فقط الى مرحلة أدبية مغربية ضاجة بما أطلق عليه نقديا “أدب سنوات الرصاص ” أو ” أدب السجون ” وكانت إذاعة عين الشق بالدارالبيضاء سباقة للتداول في ذلك ومناقشته على الهواء ،  واحتفظ بالكثير من الصداقات لكتاب ومعتقلين سياسيين ساهموا أدبيا في التأريخ لمرحلة صعبة في تاريخ المغرب وكانوا ضيوفي في أكثر من مناسبة في إذاعة كان مديرها العام يحمل لقب والي في وزارة الداخلية .

بناية إذاعة عين الشق  المتواجدة جغرافيا في مخارج المدينة آنذاك والتي تضم بناية التلفزة المغربية والمحطة الجهوية للإذاعة كانت حصنا منيعا  على عينة من المثقفين الذين حرموا لسنوات طويلة من الاعلام العمومي ورغم ذلك استطعنا النفاذ لهذا الحصن وكان الهامش (كإذاعة جهوية) هذه المرة مركزيا واستطعنا بنبل توظيف مكرفون هذه الإذاعة للحديث بجرأة عن سنوات الرصاص في فترة مغربية عصية ، وتحضرني الكثير والكثير من المواقف المحرجة والصعبة التي وجدتني أعيشها مع ضيوف استغربوا توجيه الدعوة لهم للحديث في إذاعة وطنية طالما قاطعتهم وقاطعت إنتاجاتهم ولَم يصدقوا الأمر إلا بعد إذاعة لقاءهم كاملا دون شرط مسبق ودون حذف أو تصرف في كلامهم ولو في حالات رفع سقف الكلام حد الإحراج أحيانا ، وطالما انتظرت توبيخا أو توقيفا بعد إذاعة بعض الحلقات الإذاعية المفرطة في النقد والتحليل والوصف .

 

برامج مثل “فضاءات” و”فضاء الإبداع” و” مسارات” وفقرات منوعة في مناسبات متعددة هي كل البرامج التي رافقتني لسنوات تواجدي بإذاعة عين الشق الجهوية والتي كانت تتوفر دون غيرها من الاذاعات على أرشيف هام من أمهات الاشرطة الموسيقية والغنائية التي تحفظ الذاكرة الموسيقية المغربية ، وكم حز في النفس دائما الظروف التي يتم بها  صيانة هذه الاشرطة bondes)  les ) والتي تعرضت جلها للتلف بسبب الاهمال وبسبب عدم دراية المشرفين على الارشيف بالقيمة الفنية والتاريخية لها… في وقت لم تتحمل فيه الادارة المركزية مسئوليتها المتمثلة في صون هذا الكنز الموسيقي والغنائي الذي ضاع جله وتمت سرقة البعض منه وتم التخلص من بقاياه في المزبلة التي كانت خلف سور البناية العالية .

يتبع..

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت