الأستاذ منتصر بوعبيد يسرد مناقب النقيب مولاي سليمان العمراني

الأستاذ منتصر بوعبيد يسرد مناقب النقيب مولاي سليمان العمراني

- ‎فيرأي, في الواجهة
314
0

 

من أبرز خصائص وباء كورونا الظاهرة جليا أنه وباء دكتاتوري بامتياز لا يحب النقد ويكره الواقفين في صف الدفاع عن ضحاياه المرتقبين. وهكذا فإنه يستحيي أجساد هؤلاء بالدرجة الأولى، فرجال السياسة وبحكم أنهم المسؤولين عن الأمن الصحي لمواطنيهم يكونون في الصف الأول لمواجهة هذا الوباء عن طريق رسم الخطط الكفيلة بحماية مواطنيهم منه والخروج بأقل الخسائر في مواجهته، والأطباء والممرضين ورجال الوقاية المدنية وبحكم رسالتهم السامية في صون حياة الإنسان، ورجال الأمن والدرك والجيش والسلطة وبحكم أنهم الآليات التنفيذية لتنزيل خطة رجل السياسة في الحفاظ على الأرواح، ورجال القضاء وبحكم أنهم السلطة المخول لها حصرا النظر في المخالفات التي يرتكبها المواطن لسياسة الدولة في مواجهة الوباء، كلهم يكونون في طليعة المستهدفين من قبل الوباء، لدرجة يستحل معها هذا الأخير دمائهم، عقابا لهم عن الوقوف في مواجهته وتحدي أعماله الإجرامية لحفظ دماء أشقائهم من باقي فئات المجتمع، ولعل هذا ما يفسر أن هؤلاء الرجال وفي جميع دول العالم أصيبوا بالوباء ومتعرضين أكثر من غيرهم للإصابة به.
وإن كانت الفئات المذكورة أعلاه لا تحتاج إلى تعريف طالما أن الجميع يعلم حجم تضحياتهم، فإن هنالك رجال آخرون يعملون في الخفاء يجهل أعمالهم عامة الشعب، على الرغم من أنهم يخدمون أبنائه بنفس الطريقة والوظيفة التي يخدمهم بها الرجال المذكورين أعلاه، ومن ضمنهم المسؤولين عن قطاع المحاماة المهنة الحرة الأولى في المغرب من حيث استيعاب المعطلين، من نقباء وأعضاء مجالس، الذين وجدوا أنفسهم مع الوباء في مواجهة أوضاع زملائهم الإجتماعية والمهنية. فالوباء أوقف مجموع المحامين عن العمل ففقدوا مورد رزقهم الوحيد وأصبحوا في مواجهة مصاريف باهضة لمكاتبهم على الرغم من أنها مغلقة، كما أن الاستمرار الجزئي لعمل المحاكم جعل المحامي في حاجة لإذن بالتنقل للعمل موقع من النقيب يمنحه هذا الأخير كما هو الحال بهيئة الدار البيضاء التي يبلغ عدد أفرادها 5000 محام بسرعة البرق عن طريق رسالة بتطبيق الواتساب، وتعنت شركات التأمين في التنفيذ ووجود أموال في حساب الودائع الخاص بالمحامين الذي تمسكه النقابات جعل هذه الأخيرة مضطرة للاستمرار في أداء خدماتها، وحاجة المحامي المتمرن ومعه الرسمي للتكوين جعل المسؤولين يخرقون حالة الطوارئ مضطرين ومغامرين بحياتهم وحياة أبنائهم لسن برنامج للتكوين يأخذ بعين الإعتبار متطلبات المرحلة، وغيرها من المشاكل التي لا تعد ولا تحصى، التي جعلت من النقباء ومن بعض أعضاء المجالس في الصف الأول لمواجهة وباء كورونا خدمة للمحامين.
وعلى إثر متطلبات المحامي في عز أزمة كورونا برز إسم النقيب مولاي سليمان العمراني نقيب هيئة المحامين بمراكش، لدرجة جعلت أغلب المحامين يتمنون أن يكون سليمان العمراني نقيبا لهم، فالرجل ومباشرة بعد استفحال الوباء وإعلان خبر الإغلاق الجزئي للمحاكم استشعر خطورة ذلك على الأوضاع الاجتماعية للمحامي وجمع المجلس وقرر إعلان حالة الطوارئ لحفظ كرامة المحامي وخرج بدعم كل محام رسمي طيلة الأزمة بمبلغ قدره 5000 درهم شهريا، وكل محام متمرن بمبلغ قدره 2000 درهم شهريا، فشكل قراره ثورة حقيقية لم يعهدها المحامي القيدوم قبل المبتدئ، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمحامين تصفيقا وإشادة بقرار نقيب ومجلس مراكش، فأحرجت جميع النقابات ” الهيئات” وإضطرت إلى السير على منوال مولاي سليمان، ومع ذلك لم تتمكن من مجاراته في إيقاعه، ليظل اسمه كنقيب في الطليعة كلما ما تم ذكر أزمة كورونا.
النقيب العمراني لم يكتفي بتضميد جراح أوضاع المحامي الإجتماعية على خلفية أزمة كورونا، بل إن مسؤوليته كأب “روحي” للمحامين المنتسبين لهيئته جعلته يقف في مواجهة الوباء مرة أخرى، لكن هذه المرة ليس لدعمه لمواجهة الوباء، وإنما لإفساد فرحة الوباء بالانتصار على المحامي المسمى قيد حياته عصام ايت عزي الذي وافته المنية نتيجة للوباء، فتناقلت وسائل الإعلام مراسيم دفنه في مشهد اقشعرت له الأبدان، بدون حضور أهل ولا أحباب وبدون الدعاء للمرحوم، فحول النقيب مولاي سليمان جنازة الراحل لأكبر جنازة رددت فيها الدعوات الخالصة النابعة من القلب لطلب الرحمة والمغفرة والعفو عن الفقيد دون الحضور فعليا لمراسيمها، والسبب خروجه ـ النقيب مولاي سليمان ـ وهو يذرف الدموع في فيديوا تراجيدي أبكى جميع من شاهده لنعي المرحوم عصان ايت عزى ولمواساة عائلته الصغيرة والكبيرة، فغضب الوباء أشد الغضب ورأى في النقيب درعا يتصدى لهجماته ولأثاره على المحامين فما كان منه إلا أن أصابه لعله يزيحه أو يمنعه لمدة محددة عن الدفاع عن أبنائه، فأخطأ هدفه، فالرجل وفي عز إصابته بالوباء لم يذكر أو يوصي أبنائه الطبيعيين وعائلته الصغيرة وظل همه ” المحامي” في جميع ربوع المملكة، ليتوجه إليه قائلا ” السادة النقباء، السادة أعضاء المجلس، زميلاتي وزملائي…أصبت بوباء كورونا…أسألكم الدعاء والانضباط بالتقيد بالنداءات السابقة والمكوث بمنازلكم إلى حين إنقشاع هذه الضبابية التي نأمل مرورها بأقل الخسائر” فأرسل رسالة واضحة للوباء بأن الانتصار حليفه وبأنه لن يستطيع أن يوقف دفاعه عن أبنائه المحامين كما يسميهم رغم حداثة سنه.
فاللهم يا من شفيت أيوب وكشفت ضر يعقوب اشفي نقيبنا مولاي سليمان العمراني وكل مرضى الوباء وارحم واغفر لكل ضحايا الوباء إنك على كل شيء قديــــر.
#مولاي_سليمان_العمراني_نقيبي

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت