شعر : خديجة صلحان
الجائحة
ما زلت هناك..
أنتظر صفير القطار الذي لم يعد يزعج يقظتي
نسيت ايقاع خطواته العملاقة الرتيب
لا شئ هناك..
سوى صافرات الانذار المتواثرة و صفير و زفير يحتضر .
الموت هناك , موت آخر,
قابع خلف الابواب.
والموتى يخرجون تباعا
يبارزون كوفيد نهم مجهول
ما زلت هناك
قابعة في الخوف والرجاء
أنتظر.
الوقت يمر مثل سيل عاقر في أخاديد جرداء
وأنا انتظر, لم اعد أحسن العد.
الموتى يتراكمون في أفق العدوى
من ينعي من؟
وداع المراسيم اختار الربيع
موسما للوباء
كمامات الخوف تكتم القبل
وصمت رهيب
يردد صدى النحيب
لا أحد هناك يزعج يقظتي
الباعة المتجولون, أفلسوا
والأطفال ,تمردت رتابة لهوهم
غاب اللعب من ذكرياتهم
وشاخت خطواتهم البئيسة.
وأنا ها هنا, ألقي نظرة أخيرة
على محرقات تشتعل.
الشمس , ألم, لم يعد يحرقني
والمطر, بكاء ,لم يعد يبللني.
مازلت هناك أنتظر,
والآخرون هنالك ينتظرون
والموت ينتظر.
قد تغزو السباع أزقتي..
ويرحل الجميع,
وأنا أتريث في ذهول :
انسج كفنا للربيع ..
وابكي .
لا أملك زادا للرحيل!
كل الأماكن الوفية
مازالت تنتظر..
والموت هناك..
يتربص بالخطى الجانحة
قطتي العذراء
التي تهوى مشاكسة قط الجيران
تتوسلني أن لا أفتح الباب
قد يغزو الشيب وبرها الأسود الفاتن
قبل أن يلامس وبر قط الجيران
مازلت أنتظر.
ومازال الموت ينتظر
ما اليوم ؟
كم الساعة؟
الوقت يمر في سرداب مجهول
وقت لا أدريه..
ولن أسال عنه..
و أنا هاهنا
وهاهنا موت آخر
يلتهم الاجساد
وما زلت هنا
أزرع الأمل
في حقل ملغوم
ويحصدني الخوف والفقدان .
تعبت.
تعليق واحد
محمد عطا الله
احساس رائع !