شرعت الجرافات صباح اليوم الأحد في هدم أجزاء مهمة من ثلاث فنادق ذات علامات تجارية عالمية شيدت بشكل مخالف للتصاميم التي أقيم عليها المشروع السياحي الضخم ” تغازوت باي” الجرافات وضعت مند ظهر يوم امس السبت أمام مقر القيادة بتغازوت فبدا أن شيئا يهيئ له، وهو ما كان بعد الواحدة من صباح اليوم الأحد عندما دخلت الجرافات إلى مشروع “تغازوت باي” واتجهت نحو ثلاث فنادق لتهدم أجزاء منها بنيت فوق مجال مخصص للحدائق والممرات.
الهدم جاء بشكل متسارع بعدما قام جلالة الملك نهاية الأسبوع الماضي بزيارة غير منتظرة إلى تغازوت باي رفقة ولي العهد مولاي الحسن فراعه امر الطريق السياحي المؤدي إليه، بني بشكل ضيق لا يسمح بتوقف سيارة جانبا، كما تآكل إسفلته وتجهيزاته، وتناثرت حجراته… وقد طلب جلالته بعين المكان تفسيرات عن سير المرفق وتآكل تجهيزاته حتى قبل تدشينه، ليكتشف أن تلاعبات عقارية وبناء عشوائيا شمل حتى مشروع هذه المعلمة السياحية التي تعد الأولى بشمال أفريقيا.
الهدم جاء بعدما استصدره قائد مقاطعة تغازوت من خلال مقرر طالب من خلاله بإيقاف الإشغال لافتا الأمر بكون المخالفات التي عاينتها لجنة ولائية مختطلة” تشكل إخلالا خطيرا بضوابط التعمير” وقد أعطى القائد أمر للشركات المخالفة بهدم الأبنية المخالفة للقانون”.
الهدم شمل واجهات الفنادق السياحية وفيلات مرافقة لها، وشقق ذات طوابق وقد استولت هذه المنشآت السياحية على هكتارات من الفضاء العام على حساب الحدائق والممرات والطرق، والغريب في أمر هذا المشروع، أن القائمين عليه قاموا بتحوير تصميم ممتلكاته العمومية لتتناغم مع هذا الترامي، ومن المنتظر تؤكد مصادر أن تعصف الغضبة الملكية بكل المسؤولين الذين ساهموا في هذه المخالفات وزكوها محاولين طمسها بتصميم جديد مخالف لذلك الذي قدم أمام جلالة الملك مند سنوات.
المشروع كان من المفترض أن تكون الأشغال انتهت به مند قرابة سنة، غير أنه مازال يراوح مكانه باستثاء خمس وحدات فندقية رات به النور وسط فضاء عشوائي، من بينه طريق ضيق يخترقه على مدى كيلومترات، ولا يسمح بتوقف اي سيارة حتى لو أصيبت بعطب في الطريق كما تحاصر من كل جانب أحجار كبيرة تجهيزاته الجانبية مثل محطات وقوف الحافلات وحاويات القمامة التي أصبحت متهالكة مثل اثر دارس.
الهدم الذي نفذته الجرافات تحت جنح الظلام، جاء بعد التقرير الولائي الذي تلا الغضبة الملكية، وبعدما حل بعين المكان وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت رفقة والي الجهة كما زارت هذا الورش إبان الزيارة الملكية، زينب العدوي للوقوف على الخروقات، ويوم الأربعاء الأخير تشكلت لجنة ولائية مكونة من الولاية والوكالة الحضرية ومصالج جماعة تغازوت وأورير والوقاية المدنية لتباشر التحقيقات بعين المكان فرصدت مجموعة من الخروقات وبناء عليها صدرت يوم أول أمس أوامر عليا بوقف الإشغال بهذا الورش،ونشر عناصر من الدرك الملكي والقوات المساعدة لاحترام القرار، مع إصدار أوامر عاجلة بهدم الأبنية المخالفة والإبقاء عل الوضع كما عليه تحت حراسة الدرك الملكي والقوات المساعدة إلى غاية تنفيد تقرير شامل من قبل لجنة سامية قد تحل خلال الأسبوع المقبل.
التعثر لازم المشروع السياحي الضخم مند بداية الألفية الثالثة التي رسمت الحكومة خلالها الخطة السياحية 2001/2010 ” وتوج بفسخ التعاقد مع الشركة الخليجية ” دلة البركة” لعدم وفائها بما التزمت به، ثم منح المشروع للمجموعة الأمريكية “كولوني كابيتال” والمجموعة الكنارية “طوطاكان”، في سنة 2006، فلقي التعاقد نفس المصير، وقررت الدولة المغربية تبني المشروع بنفسها، وتوزع إنشاؤه على أربعة شركاء” صندوق الإيداع والتدبير، والشركة المغربية للهندسة السياحية، ومجموعة أليانس للتنمية العقارية، ومجموعة شركاء الجنوب”.
ادريس النجار/ أحداث انفو