سمية العابر
نظمت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الصحة بالرباط، صباح يومه الاثنين 10 فبراير 2020، شارك فيها صيادلة الصيدليات من مختلف ربوع المملكة.
و تأتي هذه الوقفة وفق قرار المجلس الوطني للكونفدرالية الأخير، و المتكون من مختلف التمثيليات النقابية و الجمعوية بالمغرب؛ التي قررت جميعها اعتماد أجندة تصعيدية ضد وزارة الصحة ، التي أقفلت أبوابها ضد كل المطالب الإصلاحية لقطاع الصيدلة ، و الركون للآذان الصماء عن كل الخروقات التي يعرفها القطاع سواء على مستواه التنظيمي أو القانوني أو التشريعي ، مما جعل الصيادلة عبر ربوع المملكة يفقدون الثقة في هذه الوزارة كوصي عن القطاع بشكل نهائي و يدعون للخروج إلى الشارع .
و اعتبر الصيادلة في هذا الصدد، أن عدم تجاوب وزارة الصحة مع المطالب الإصلاحية للكونفدرالية على كل المستويات التنظيمية منها و التشريعية أو القانونية، يعتبر تواطؤا ضد القطاع و على حساب صحة و حياة المواطنين ؛ و هو ما يؤكد عدم تفاعلها مع كل التجاوزات والخروقات التي تقع في المسلك القانوني للأدوية ، و الذي جعل السوق السوداء في السنوات الأخيرة تنشط بشكل كبير ، سواء تعلق الأمر بالاتجار في الأدوية البشرية منها أو البيطرية و كذا المستلزمات الطبية المعقمة من طرف بعض السماسرة ، الذين استوعبوا مؤخرا إشارة الوزارة الوصية في التراجع على لائحة المنتجات الصيدلانية كضوء أخضر، للتمادي في الفوضى العارمة للاغتناء و المغامرة بصحة المرضى، و في مؤامرة واضحة المعالم ضد استقرار الصيدليات و صحة المواطنين .
و نظرا للمعطيات المذكورة سلفا ، و باعتبار الصيدلي وحده يعتبر إطارا متخصصا في مجال الأدوية التي تؤهله للممارسة الصيدلانية ، فإن هذا الانفلات الذي عمر لعدة سنوات و في تنامي مستمر، انعكس بشكل واضح على الاستقرار الاقتصادي للصيدليات، مما أفضى إلى إفلاس العديد منها، و أصبح هذا الوضع يشكل عائقا في الممارسة الصيدلانية و استقرارها .
و ذكر المهنيون أن مهنة الصيدلة و في مرحلتين أخيرتين و متتابعتين، تخل أجهزتها التمثيلية بدون إعادة انتخابات مجالسها للصيادلة في مباركة واضحة لوزارة الصحة؛ هذا و يحاكم صيادلة هذه المهنة الاجتماعية و يتابعون قضائيا بموجب قوانين عمرت ما يقارب 100 سنة و المرتبطة بممارسة مهنة الصيدلة ، ناهيك عن عدم توفر 11.000 صيدلي عن أي تغطية صحية، و يخضعون فوق هذا كله لمقضيات.
وأشارت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب ،على تشبثها بالتصعيد غير المشروط، المتمثل في الوقفات الاحتجاجية المتكررة و التحضير لإضراب وطني بغلق جميع الصيدليات الوطنية ؛ محطات تصعيدية خطيرة، لكنها اضطرارية ستلجأ إليها لإيقاف هذا النزيف و الحفاظ على الصيدليات الوطنية و المواطنة، التي تقدم الغالي و النفيس لبلادها، و كذا تحصينا من إفلاس ما يقارب 4000 صيدلية عبر التراب الوطني كمكسب للمواطنين و للبلاد .