وجهة نظر. حزب الأصالة والمعاصرة و محاربة الإسلام السياسي

وجهة نظر. حزب الأصالة والمعاصرة و محاربة الإسلام السياسي

- ‎فيرأي, في الواجهة
776
0

بقلم: خالد مصباح

اسال مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة الكثير من المداد ونقاشا ولغوا ولغطا كثيرين.وذلك راجع في وجهة نظري المتواضعة لحجم ومكانة هذا الحزب في المشهد الحزبي انتخابيا ووضعه وترتيبه في المؤسسة التشريعية باعتباره ثاني قوة انتخابية بعد الحزب الذي يرأس الحكومة؛ وذلك بغض النظر عن ما يمكن ان يقال عن ظروف النشأة والتأسيس من كلام وما يمكن أن يكون من مواقف لدى عدد من مكونات المشهد الحزبي ببلدنا.وهذا ما يفسر ما قلنا سلفا عن مكانة حزب الأصالة والمعاصرة وحجمه السياسي وما أصبح يحضى به من اهتمام وتتبع من كل الفاعلين والمهتمين .ومن نافلة القول ان نشأة هذا الحزب بالرغم من كل شئ خلقت خلخة سياسية ورجة كبيرتين في الساحة السياسية بشكل عام و الانتخابية بشكل خاص بالمغرب ودفعت الفاعلين السياسين للتدافع والتنافس رغم وجود فروق متباينة بينهم جميعا وخاصة على مستوى الإمكانيات و ظروف الاشتغال في الحقل السياسي بالبلد.اضافة الى أمر هام جدا يطرح بحدة كونه أسس على مرجعية ولو أن الأمر وقف عند التبني ولم يصل إلى مستوى بصورتها فكريا وسياسيا وبرنامجيا فقط والمتمثل في :
1_تقرير الخمسينية الذي يعتبر بحق أرضية مرجعية أساسية تتميز بتحليل دقيق لوضع البلد و ترصد بدقة معيقات تطور البلد والمخرجات السياسية لوضع حد الانحباس السياسي بالمغرب.
2_الخلاصات الوجيهة الهامة للتقرير الختامي لهيئة الإنصاف والمصالحة التي من شأنها أن تضع حدا لحالة ووضعية حقوق الإنسان وما يعتريها من تجاوزات خروقات بين الفينة والأخرى والتي تؤكد ان هذا الاختيار الهش وغير محمي بالقانون اساسا على المستوى الحقوقي رغم التطور الإيجابي ومصادقة المغرب وانضمامه لعدد كبير من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان؛والتزامات المغرب أمام المنتظم الدولي في هذا الصدد.
.والحالة هاته أن حزب الأصالة والمعاصرة لم يستطيع أن يكون لا بديلا لما هو موجود وكذلك لم يعدو أن يتمكن من بلورة أي مرجع من هذه المرجعيات التي تبناها على أرض الواقع وفي ممارسته السياسية اليومية بالمغرب وفي كل المحطات التي مرت بالمغرب.و الأدهى من ذلك تركيزه على ترويج انطباع بأنه جاء لمحاربة الإسلام السياسي وهو غير ملزم ليقول ويرفع هذا الشعار بالنظر لما تبناه كمرجعية لانها تتناقض مرجعيا وهوياتيا معاها تماما وكان غير ملزم في الدخول في هذا النقاش البزنطي و العقيم اصلا لانها جرت عليه الكثير من الحروب الهاشمية التي لا داعي لها اصلا.
إضافة إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة بالنظر لحجم الأشخاص والمواطنين والمواطنات الذين التحقوا به ومن مرجعيات وايديولوجيات ومختلفة ومن أشخاص كانوا ينتمون إلى أحزاب قائمة اصلا لم يستطيع أن يبني مؤسسة حزبية حقيقية منسجمة بالنظر لهذا الخليط الذي لم يجد له أية وصفة ليشكل وحدة منسجمة وقوة فاعلة ومؤثرة فعلا؛بل إن هذا الأمر أصبح شكل معيقا وفرملة امام أدائه وفعله بل انعكس على وضعه ومكانته منذ نشوب صراع بين التيارين الذين أصبحا معروفان بتيار الشرعية وتيار المستقبل واضرت بصورة الحزب ومكانته والأكثر والأدهى من هذا كله تجلى في المؤتمر الوطني الرابع الذي انعقد نهاية هذا الاسبوع الذي كان من المفروض أن يشكل لحمة وفرصة لرأب الصعد والخروج من عنق الزجاجة الذي وضع فيه نفسه خلال هذه الفترة الأخيرة لكن في نظري انه لم يستطيع بالنظر الأجواء المشحونة التي مر فيها.
وانا اقوم بهذا المسح السريع لما جرا وصار في هذا الحزب فانني لست مؤهلا أن أعطي دروس لهذا التنظيم ولا لأعضائه وانا الذي لا تربطني أية علاقة تنظيمية ولكن فقط لشخص متتبع للحياة السياسية ببلدنا قدر المستطاع. ولذلك أصبح مفروضا عليه بعد المؤتمر أن ينخرط في القيام برجة تنظيمية وإعادة بناء جديد وتحديد هويته بشكل دقيق وتنزيلها واشراك كل مكوناته في هذا البناء الجديد وان يجد الجميع نفسه داخل ؛إن كان فعلا يريد أن يتحول إلى حزب سياسي حقيقي فاعل ومؤثر في الحياة السياسية وليس آلة انتخابية كالاخرين فقط حيث أن هذا الأمر سيجعل كل شعاراته مجرد شعارات براقة غير مجدية وان وجوده في الساحة السياسية رقم كباقي الأرقام وليس كما ينظر إليه بعض من مكوناته على الاقل.
فهل سيقع كل هذا الأمر ام انه مجرد اماني لدى البعض فقط؟
وهل سيستطيع أن يبني قوة تنظيم محكم محليا جهويا و وطنيا قادر على الفعل والعطاء؟
وهل تعي جميع مكوناته بنفس الدرجة والحدة هذه التحديات الكبيرة؟
على سبيل الخلاصة فقط.
هذه الأسئلة وغيرها مجرد أسئلة بريئة وبدون خلفيات تذكر ارتأيت أن أطرحها بسبب كل هذه النقاشات الحقيقية احيانا والخاطئة احيانا اخرى وكذا كل التكهنات الصحيحة الخاطئة التي صاحبت ورافقت المؤتمر الوطني الرابع للاصالة والمعاصرة قبل انطلاقه وخلال اشغاله؟
ولكن و ما بعد المؤتمر بكل ما له وما عليه فهل يمكن تحقيق كل هذا وذاك خاصة وأن الأمر يحتاج إلى حزب سياسي له مرجعية ايديولوجية وسياسية ومعرفية محددة ومبلورة في برنامج سياسي واضح و دقيق وقابل للتحقق فهل هناك قناعة حاصلة من اجل فعل هذا الأمر. هذا ما ستسطيع الايام والشهور والسنين القادمة الإجابة عنه؟…..

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت