د. جلال المرابط
ما تزال الدراسات العلمية الحديثة تكشف أسرار الخالق عز وجل في الإنسان، وتثبت بالدليل العلمي ما يذهل العقول والقلوب ويجعلها تقول أنت الله. ولا غرو في ذلك؛ فقد وجهنا الخالق إلى التبصر في هذا الكائن الفريد بقوله تعالى “وفي أنفسكم أفلا تبصرون”. ولعل الأمثلة التي تظهر ما جناه البصر العلمي الحديث في عوالم النفس الإنسانية أكثر من أن تحصى أو تعد، آخرها ما اكتشفه حديثا البروفيسور المغربي علي أخضار المتخصص في جراحة الدماغ والأعصاب من جامعة محمد الخامس بالرباط، ما مفاده أن الدماغ البشري في مستواه القشري يظهر لفظ الجلالة ” الله” وقد استوى في موضع مركزي في الدماغ مثلما أظهرته الملاحظة المباشرة للعين كما هو مبين في الشكل.
ويعد هذا الإنجاز الطبي المذهل ظاهرة علمية فريدة من نوعها، باعتباره يخص كلمة ربانية تتعلق بلفظ الجلالة مكتوب بشكل واضح بالخط العربي في المستوى القشري من الدماغ البشري، ويظهر بالعين المجردة. وهو ما يُعد إضافة جديدة للعلم المعاصر، وللإعجاز العلمي الديني في أعلى مستوياته. وبهذا يعتبر هذا الباحث أول من يكتشف في العالم أن كلمة الله موجودة كذلك في الدماغ، وهي حقيقة مذهلة ومعجزة غير مسبوقة.
وبصفتي الكاتب الأول لهذه المقالة ذات السبق في هذا الموضوع؛ بالدليل والبرهان؛ أؤكد من خلال اطلاعي على أول ظهور لهذا الاكتشاف المتفرد أن حرف الهاء ظهر مبسوطا في لفظ الجلالة ” الله” وحسب المعلومات الواردة في هذا السياق فقد ظهر بذلك الشكل لأنه يتوافق مع منطقة الجزء الخلفي من التلفيف الجبهي السفلي ” منطقة بروكة” وكما هو معلوم علميا أن هذه المنطقة الموجودة غالبا في الجهة اليسرى من الدماغ تتحكم في النطق.
وتجدر الإشارة كذلك إلى أن هذا المنجز الطبي يعد “خطوة جريئة ” أقيمت على دماغ الإنسان وليس على كائن آخر غيره، فأثبتت نجاعة الاكتشاف وأهميته عالميا.
وجدير بالذكر أن العلم لم يتعرف على كل خبايا وظيفة الدماغ، وإذا كانت الصعوبة تعزى إلى تعقيد تركيبته وعجز طلبة الطب عن تطبيق معرفتهم بالعلوم الأساسية على الحالات السريرية في هذا الصدد؛ فقد توجب عليهم التعمق أكثر لفهم الطبوغرافيا ومعرفة الجزئيات الدقيقة حول وظائفها في الدماغ.
وإن عملية الاكتشاف هاته هي لتسهيل عملية الحفظ على الطلبة وتحسين نظرية جديدة بيداغوجية، وتلقين المناطق الدماغية الأكثر أهمية. وبما أن هذه العمليات معقدة إلى هذه الغاية؛ فإن هذه النظرية جاءت لتبسيطها.
وقد قدمنا هذه المقالة التي تطرقت لهذه النظرية للتحفيز العلمي وأخذ هذا الاكتشاف المذهل بعين الاعتبار لأهميته العلمية التي تتعلق بالكتابة العربية داخل جسم الإنسان ببُعد ديني. فكما ظهر الإعجاز العلمي في الجيولوجيا وفي الحساب وغيره يظهر الآن هذا الإعجاز في الطب؛ ومن تم يجب أن يحظى بالدعم والمساندة والمواكبة للمزيد من التطور في هذا المجال.
