حسن الشويخ: المغرب يتوفر على تجربة رائدة في مجال المحافظة على مهن الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض.

حسن الشويخ: المغرب يتوفر على تجربة رائدة في مجال المحافظة على مهن الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض.

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
255
0

كلامكم

في إطار الدورة السادسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية الذي تحتضنه مدينة مراكش في الفترة الممتدة ما بين 12 إلى 26 يناير 2020، نظمت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، الثلاثاء 21 يناير2020، الملتقى السنوي التاسع حول المحافظة على حرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض.

وتميزت أشغال الملتقى، الذي يهدف إلى إذكاء الوعي والتحسيس بأهمية التراث الثقافي غير المادي المرتبط بحرف الصناعة التقليدية، بتقديم مشروع التعاون مع منظمة اليونيسكو لوضع منظومة وطنية للكنوز البشرية الحية، إلى جانب تقديم مشروع الترشيح المشترك لتسجيل التقنيات والمهارات المرتبطة بمهن الحلفاء في القائمة التمثيلية لليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي، كما شكل الملتقى فرصة أيضا للإطلاع على منجزات ومستجدات برنامج المحافظة على الحرف، الذي شمل هذه السنة توثيق وتدوين ثلاثة حرف إضافية وتقديم نتائج توصيفها وهي الجلد الزيواني، الخشب المطعم بتاغزوت والطرز السلاوي.

وفي هذا السياق، أكد مدير التكوين المهني والتكوين المستمر للصناع الحرفيين بوزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، السيد حسن الشويخ، اليوم الثلاثاء بمراكش، أن المغرب يتوفر على تجربة رائدة في مجال المحافظة على مهن الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض.

وأشار السيد الشويخ، الذي كان يتحدث خلال اللقاء التاسع حول المحافظة على مهن الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض، المنظم في إطار الدورة السادسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية (من 11 إلى 26 يناير الجاري)، إلى أن الوزارة أحصت وجود 42 حرفة مهددة بالاختفاء، فيما أعادت توصيف وتوثيق 32 حرفة أخرى.

وفي هذا الإطار، أوضح أن الوزارة الوصية على القطاع، قامت في سنة 2019، بإعادة إحياء ثلاث مهن تشمل صناعة الجلد الزيواني (فاس) والخشب المطعم بتاغزوت (الحسيمة) والطرز السلاوي( سلا)، قصد صون هذه الحرف ونقلها إلى الأجيال المستقبلية.

وقال المسؤول ” نعمل مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على إرساء نظام للكنوز الإنسانية الحية، الذي من شأنه أن يعيد للصناع التقليديين، باعتبارهم أصحاب هذا التراث الثقافي اللامادي، المكانة التي يستحقونها”.

وأضاف أن “هذا المشروع الكبير الذي انطلق في 2009 بدأ يعطي ثماره”، مشيرا إلى أن الوزارة الوصية ستواصل العمل في هذا المنحى لتطوير هذه التجربة.

من جهته، شدد السيد ادريس بوجوالة، نائب رئيس جامعة غرف الصناعة التقليدية، على ضرورة إيلاء أهمية خاصة للمعلمين الحرفيين الذين يتوفرون على خبرة متأصلة، معبرا عن استعداد الجامعة لمواكبة جهود الوزارة الرامية إلى صون مهن الصناعة التقليدية.

وأشار السيد بوجوالة إلى أن تنظيم هذا المعرض سيمكن من تقاسم الخبرات بين الصناع التقليديين المنحدرين من مختلف جهات المملكة.

من جانبها، استعرضت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بالمنطقة المغاربية، السيدة سناء العلام، مضامين مشروع نظام الكنوز الإنسانية الحية الخاص بالصناعة التقليدية بالمغرب، المنجز في إطار تعاون بين المؤسسة الأممية وقطاع الصناعة التقليدية.

وأبرزت أن هذا النظام سيمكن من تحديد الحرفيين أصحاب الخبرة والمهارة، وإقامة إطار مؤسساتي وتشريعي والاعتراف بهؤلاء الصناع، في أفق ضمان نقل هذه الخبرة من جيل لآخر.

بدوره، استعرض الخبير الدولي في التراث والمحافظة على المعارف التقليدية، السيد باسكال جنين، مضامين مشروع الترشيح المشترك (المغرب وإسبانيا) لإدراج التقنيات الحرفية المشتركة المرتبطة بمهن الحلفاء ضمن لائحة تمثيلية للتراث الثقافي اللامادي لليونسكو.

وشدد في هذا السياق، على ضرورة سن تدابير استعجالية لصون هذه المهن الحية من خلال الاعتراف المؤسسي الذي يجب أن يكتسي طابعا دوليا.

وسلط هذا اللقاء الضوء على مشروع وضع منظومة وطنية للكنوز البشرية الحية ومشروع الترشيح المشترك لتسجيل التقنيات والمهارات التقليدية المرتبطة بمهن الحلفاء ضمن القائمة التمثيلية لليونسكو للتراث الثقافي غير المادي وعرض فيلم حول حرف الجلد الزيواني، الخشب المطعم بتاغزوت والطرز السلاوي.

كما تطرق اللقاء إلى المقاربة المنهجية لتوصيف وتوثيق هذه الحرف الثلاث برسم سنة 2019 ونقل المعارف والمهارات المرتبطة بحرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض ومساهمة الوسائل والتقنيات السمعية – البصرية في صون الحرف المهددة بالانقراض.

وتسعى الدورة السادسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى إرساء علامة تجارية للصناعة التقليدية المغربية وجعل هذه التظاهرة فضاء رئيسيا لالتقاء الصناع التقليديين الذين يرغبون في تثمين إبداعاتهم والاطلاع على الاتجاهات السائدة في المجال وإيجاد منافذ جديدة وتسويق المنتجات مع الحفاظ على مداخيل الصناع والرفع منها.

وأضحى هذا الموعد، المنظم بمبادرة من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي بشراكة مع دار الصانع، يجمع كافة جهات المغرب للاحتفاء بالحرفيين الموهوبين الذين يستوحون أشكال وألوان أعمالهم من أعماق التقاليد والعادات التي تتميز بها كل جهة من جهات المملكة.

وتعد الصناعة التقليدية من بين القطاعات الاقتصادية والاجتماعية ذات الأهمية البالغة للاقتصاد الوطني، والتي تمكن من خلق قيمة مضافة وفرص عمل تشمل مليونا و130 ألف مشتغل بالقطاع، برقم معاملات يتجاوز 73 مليار درهم سنويا.

وتتميز دورة هذه السنة بتبني مفهوم جديد يقوم على توزيع موضوعاتي جديد لعشر حرف تقليدية، ودعوة ألف و200 عارض من صناع تقليديين وتعاونيات ومقاولات تنتمي إلى الجهات ال12 للمملكة، إلى فضاء عرض تبلغ مساحته 50 ألف متر مربع.

ويتضمن برنامج دورة هذه السنة ورشات تكوينية مخصصة للصناع التقليديين حول التسويق وتقنيات البيع وإجراءات الجمارك المتعلقة بالتصدير والتربية المالية بشراكة مع بنك المغرب.

 

وفي ختام هذا اللقاء، تكريم الصانعات والصناع التقليديين المعلمين المساهمين في برنامج المحافظة على حرف الصناعة التقليدية برسم سنة 2019 وكذا أطر تنتمي إلى قطاع الصناعة التقليدية.

وللإشارة، فإن المغرب يتوفر على موروث حرفي تقليدي غني ومتنوع قاوم لأجيال التطور المستمر الذي تشهده أساليب الإنتاج ليس فقط باعتباره رصيدا ثقافيا غير مادي يعزز الهوية الجماعية المغربة ويدعم صورة البلاد، بل أيضا لاعتباره وسيلة تساهم من خلال الأنشطة المدرة للدخل، في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب، إذ أصبح من الضروري المحافظة عليه وعلى المعارف والمهارات المرتبطة به ضمانا ببقائه وتوارثه عبر الأجيال.

 

 

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت