نورالدين بازين
هدد عدد من سكان مقاطعة جليز بمراكش مؤخرا بالاحتجاج، بسبب أدخنة ملوثة تنبعث من إحدى الفنادق بشارع المنصور الذهبي بجليز.
وقال المحتجون الذين وقعوا عريضة احتجاجية لهذا السبب، لماوصفوه بالاستهتار بصحة المواطنين بمراكش، من خلال الدخان المنبعث يوميا من أدخنة هذا الفندق، مطالبة بالتدخل العاجل للجهات المعنية من أجل وقف ما وصصفوها بالجريمة في حق الانسان والهواء.
وأكدت ذات المصادر في اتصال بموقع ” كلامكم” أن هذا المشهد يعطي صورة سيئة عن البلد للسياح الأجانب.
وبحسب دراسة رسمية، تهدف إلى تقييم تأثير تلوث الهواء على صحة المواطنين ، فإن هناك علاقة وطيدة بين مؤشرات التلوث الهوائي المتمثلة في الأدخنة السوداء والوفيات وأزمات الربو والالتهابات التنفسية عند الأطفال.
ولاحظت الدراسة أن ارتفاع نسبة الأدخنة السوداء من 9 إلى 87 ميكروجرام بالمتر المكعب يؤدي إلى ارتفاع الوفيات بنسبة 9%، وارتفاع نوبات الربو بنسبة 6%، مع ارتفاع إصابة الجهاز التنفسي لدى الأطفال أقل من 5 سنوات بنسبة 8,37%.
وحاولت دراسة أخرى الوقوف على مدى تأثير تلوث الهواء ، على صحة الأطفال المصابين بالربو والأكثر حساسية للتلوث، فتوصلت إلى أن ارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكبريت من 1 إلى 5,70% ميكروجرام بالمتر المكعب يؤدي إلى ارتفاع تردد نوبات الربو بنسبة 3,41% وارتفاع السعال الليلي بنسبة 9,53%، كما أن ارتفاع نسبة أول أكسيد الآزوت من 2 إلى 5,18 ميكروجرام بالمتر المكعب يؤدي إلى ارتفاع تردد نوبات الربو بنسبة 3,33% وارتفاع السعال الليلي بنسبة 9,32%، وارتفاع الإحراجات التنفسية بنسبة 6,14%، بالإضافة إلى ارتفاع الالتهابات التنفسية مع الحمى بنسبة 8,33%.
وحسب مجموعة من الأطباء المتخصصين في علاج الأمراض المتعلقة بالأمراض الجلدية فإن التلوث يتسبب في إصابة الأشخاص المعرضين لمختلف أنواع التلوث، لحساسية شديدة للجلد وحكة، ناهيك عن ما يحدثه التلوث من مضاعفات وخيمة على الكبد، بحيث يصاب بالتليف عند استفحال الوضع الصحي عند المصاب. وتشكل الأمراض المتنقلة عبر الماء أحد أهم المشاكل الصحية بالمغرب، فقد أظهرت الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة حول الأمراض الوبائية وجود مستوطنات للأمراض الطفيلية، خاصة في بعض الجهات من العالم القروي كحمي التيفوئيد والبلهاريسيا والملاريا والتهاب الكبد الفيروسي.