عبد العزيز المولوع
قام عامل اقليم ازيلال محمد عطفاوي ، أمس الاربعاء 23 اكتوبر الجاري، بجماعة ايت بوولي ، بتفقد سير مشروع تنمية سلسلة الزعفران الذي يندرج في إطار تنويع المنتوجات الفلاحية بالاقليم بهدف خلق فرص الشغل للساكنة وتحسين الدخل الفردي والمستوى المعيشي للفلاحين وخاصة الصغار منهم تفعيلا لاتفاقية الشراكة الرامية الى تنمية زراعة الزعفران.
ووقف العطفاوي على مستوى مقر تعاونية ايت بوولي المتعددة الاغراض على سير عملية فرز وتلفيف منتوج الزعفران الذي بدأ موسم جنيه خلال الاسبوع المنصرم واستمع بالمناسبة عامل الاقليم الذي كان مرفوقا بالكاتب العام للعمالة المتوكل بلعسري ورئيس المجلس الاقليمي محمد القرشي رئيس المجلس الجماعي محمد اوحمودو ،رئيس المجلس العلمي المحلي. ، رؤساء المصالح الأمنية والخارجية ، رؤساء الجماعات الترابية والتعاونيات المنحرطة في برنامج تنمية سلسلة الزعفران بالاقليم ، بحضور السلطات المحلية والمنتخبون وفعاليات المجتمع المدني الى شروحات قدمها رئيس تعاونية ايت بوولي حول المشروع .
كما قام الوفد بزيارة تفقدية لبعض الضيعات النموذجية المستهدفة من هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته الاجمالية 26.250.000 درهم، بهدف تهيئة 350 هكتار من الاراضي الفلاحية المخصصة لزراعة الزعفران لفائدة الفلاحين التابعين لاربعة عشر جماعة ترابية متواجدة باعالي جبال اقليم ازيلال على ان يتم توسيع المشروع مستقبلا ليشمل باقي الجماعات خلال المرحلة القادمة.
وفي تصريح خص به الجريدة اكد عبد اللطيف مرادو، رئيس تعاونية آيت بوولي لإنتاج الزعفران، إن من الأسباب الكامنة وراء إقبال الساكنة على هذه الزراعة، هو ارتفاع مردوديتها وانعكاس وقعها على الأوضاع الإجتماعية للساكنة؛ وقلة تكاليفها مقارنة مع باقي المنتجات المحلية الأخرى، حيث لا يتجاوز موسم الحرث والزرع والقلع أو الانتاج ثلاثة أشهر، هذا في الوقت الذي يفوق دخلها كافة المزروعات الممارسة من طرف الفلاحين من قبل.
وأضاف المتحدث إن زراعة الزعفران، تشكل اليوم، مصدر شغل لكافة العائلات الهشة، وما يميزها عن غيرها، أنها توفر الشغل لكل الأشخاص من مختلف الأعمار والأجناس، ما يعني أن بإمكان حتى الأطفال والنساء والشيوخ ممارسة هذا النوع من العمل، لكونه لا يتطلب كفاءة أو مجهودا عضليا.
وذكر مرادو ، أن ما زاد من إنجاح المشروع ، هو تكتل السكان المحليين في تعاونيات، تهتم بزراعة الزعفران إلى جانب أنشطة موازية أخرى ، ضمنها الخياطة التقليدية وتثمين بعض المنتجات المحلية، الأمر الذي زاد من الاهتمام بهذا المنتوج الذي لقى دعما قويا من طرف سلطات العمالة والمجلس الاقليمي والمجالس الجماعية التي واكبت كلها التجربة وقدمت يد العون لمختلف المزارعين سواء على مستوى التأطير أو الدعم المادي .
و أوضح رئيس التعاونية ذاته، أن الاقبال الكبير على هذا المنتوج الجديد بالمنطقة، تأتى من الدور الذي قامت به التعاونيات المحلية التي تتكفل بتوفير بصيلات الزعفران وتسويق المنتوج، ما شجع المزارعين على تخصيص مساحات إضافية للزعفران، حيث تحولت المساحة من 07 هكتارات في المراحل الأولى الى 18 هكتار بعد ذلك قبل أن تنتقل الى 48 هكتار سنة 2019، بإنتاج سنوي يتراوح ما بين 80 و100 كلغ بجماعة أيت بولي لوحدها، و بدخل مادي مهم لكل عائلة يتراوح أحيانا ما بين 10.000.00 درهما و 16.000.00درهما سنويا.
من جانبه، وصف محمد القرشي رئيس المجلس الإقليمي لأزيلال – مشروع الزعفران بالبديل الزراعي بجماعة آيت بواولي، واعتبره ثمرة جهود بين عدد من الشركاء من ضمنهم وزارة الفلاحة المجلس الإقليمي ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، المياه والغابات والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الى جانب 14 جماعة ترابية يتواءم مناخها وهذا النوع من الزراعة وتتوفر على المؤهلات المطلوبة.كما أكد أن محمد عطفاوي ، عامل الاقليم ، هو صاحب الفكرة ورائدها، حيث كثيرا ما دعا الى استغلال المميزات المناخية والجغرافية للمنطقة لتحقيق التنمية المجالية المنشودة.
وذكر المسؤول ذاته، أن زراعة الزعفران أو ما بات يعرف ب “الذهب الأحمر” انطلقت مؤخرا بهذه المنطقة الجبلية، التي تمتاز بتربتها الخصبة، وقد بدأ عليها الإقبال بالنظر الى ما حققته من نجاح وبفضل التشجيع المستمر لعامل الإقليم الذي خصص عدة خرجات ميدانيا إلى مواقع الزرع، للإطلاع عن كتب عن هذه التجربة التي، يقول، أنها ستغير من وضعية العشرات من الأسر الهشة بالجماعات الترابية المستفيدة من المشروع في انتظار تعميم التجربة على بعض الجماعات الأخرى.
وأبرز القرشي، أن هذه المشروع الزراعي، جاء في إطار اتفاقية شراكة بين مجلس جهة بني ملال خنيفرة الذي ساهم في تمويل المشروع ب 15.000.000 درهم؛ المجلس الاقليمي لأزيلال 1.000.000 درهم؛ والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 1.000.000 درهم، المجالس الجماعية المعنية ب 50.000 درهم لكل جماعة أي ما مجموعه 700.000 درهم والمديرية الجهوية للفلاحة ب 8.550.000 درهم.
وعلى الرغم من أن زراعة الزعفران، تروم بحسب رشيد حافظ رئيس تعاونية اكرض نوزرو بتبانت- آيت بوكماز إلى تنويع الأنشطة الفلاحية المنعشة لإقتصاد المنطقة وتوفير مناصب الشغل، فإن الرهان يبقى متوقفا على الدور الطلائعي للتعاونيات التي انيطت بها مهمة المواكبة، وعلى السلامة الصحية للبصيلات التي تبقى هي الأساس لإنتاج منتوج يحترم معايير الجودة وقادر على أن يفرض نفسه في السوق المحلية والدولية، هذا- يقول- دون أن ننسى إكراه التسويق والتثمين ومشكل النقص في مياه السقي خاصة بآيت بولي وبعض الجماعات المستهدفة الأخرى.