يونس الخراشي
المدرب المساعد، في العادة، هو رجل الظل. إنه أشبه ما يكون بالمدرب نفسه حين يفكر بصوت مرتفع. يطرح الأسئلة على نفسه، ويحرض عقله على إيجاد الأجوبة. ثم يجيب. إنه في النهاية هو المدرب في المرآة، مع بعض المسافة عن القرار الأخير، وبـ”ضربة المعلم”.
ما وقع، منذ فترة، في المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، أن المدرب المساعد صار، إلى حد ما، غير معروف. فهناك فريق كبير من المعاونين، يضاهي عددهم عدد اللاعبين بالتشكيلة الرسمية والاحتياطية. حتى إن الجمهور صار يتندر من العدد، ويحسب له ميزانيته، ثم يعلن غضبه حين يصل إلى الحصيلة، في وقت يرى النتيجة على الملعب سيئة.
السؤال المباشر الآن؟
ما هو دور مصطفى حجي في فريق عمل المدربين الزاكي ورونار وخاليلوزيتش؟
قد يستحق هذا اللاعب الدولي السابق، الذي أعطى زهرة شبابه للمنتخب الوطني، مكانة ما في الإدارة التقنية إن توفر على ديبلوم. غير أن وجوده خلف الناخب الوطني، منذ سنوات، بما خلفه ذلك من تساؤلات، وكولسة، وكلام في الجرائد، والمواقع الرقمية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وما قيل عنه من الزاكي، ثم رونار، وما قاله هو نفسه عن المحيط، وعن اللاعبين، وتلك الفضيحة الكبيرة التي وقعت في روسيا، عندما خرج المهدي بنعطية يرغي ويزبد، يجعل المرء يسأل نفسه بحق:”ما هو دوره؟ ولم استمر كل هذه السنوات؟ وأي شيء قدم للمنتخب الوطني؟”.
إنها أسئلة كلها مشروعة في ضوء الحديث المتكرر لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، عن الشفافية والأوراش والحكامة الجيدة، وأنه لن يسمح بالفساد والتجاوزات، وغير ذلك. لكن الجواب يبقى بعيدا للغاية، في ظل الصمت الذي يطوي كل شيء حين نصل إلى الحديث عن دور حجي في المنتخب الوطني بالذات، وما ترتب عنه من مشاكل، وما أدى إليه من مصاعب، آخرها ما يتصل باللاعب حمدالله، والقيل والقال الكثير، وخروج حجي ليعطي تصريحا لإذاعة رياضية، لا نعرف من أذن به.
مدربون كثيرون أعادوا جزءا مهما من تفوقهم، ونجاحهم، وانتصاراتهم، إلى من كانوا يجلسون إلى جانبهم يوم المباراة على كرسي الاحتياط، ولا يجلسون ولو لدقيقة بعد ذلك، وهم يبحثون عن تفاصيل تهم اللاعبين، والملاعب، وأحوال الطقس، وبرامج التدريب، وخطط العمل. وفي حالة حجي، لم يسبق لنا أن سمعنا ناخبا من الثلاثة، الزاكي ورونار وخاليلوزيتش يقول إن نسبة مما حققه تعود لحجي. فقط سمعنا الزاكي يصفه بوصف مروع. وقال رونار إنه خذله. ولاحظنا أن خاليلوزيتش ينظر إليه كما لو أنه يقول:”مال هذا السيد كيطير من المقلة؟”.
إن حجي لاعب دولي سابق محضه المغاربة حبا كبيرا لقاء ما أعطاه له من فرحة. ولا أحد ينسى له ضربته المقصية في مرمى مصر. ولكن وجوده مساعدا للناخب الوطني لا علاقة له بكل ما سبق. فالمسألة تتصل بكفاءة، ومهنية، وحاجة ملحة لدوره إن توفرت له العناصر المطلوبة.
السي مصطفى. رجاء تقبل هذا النقد البناء. المنتخب يحتاج دعمك، فتفضل بدعمه من بعيد.
إلى اللقاء.
عن صفحة الفايس بوك
..