عبد العزيز المولوع
أصبحت “كوسومار” شركة من الشركات المغربية الاولى التي تنخرط فعليا في منظومة المعايير المتعلقة بتقليص انبعاث الغازات في سياق الحد من التغيرات المناخية.
في هذا الإطار، قال حسن منير، المدير العام المنتدب لشركة كوسومار، إن جميع الاستثمارات الهيكلية التي قامت بها المجموعة في المجال الفلاحي والصناعي مكنت من تقليص انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون عن كل كلغ من السكر.
واستحضر حسن منير ، خلال لقاء تواصلي نظم اليوم الثلاثاء 15 اكتوبر الجاري بنادي الشركة ببني ملال،انخراط السلسلة السكرية في الحد من الانبعاثاث الغازية، حيث تعمل على استراتيجية شاملة لتكيف الصناعة السكرية مع التغيرات المناخية الى جانب استحضاره عزم الشركة تنزيل مشروع بتقنية جديدة لتطوير الانتاج يعتمد على الفحم الحجري النظيف ، والذي يستعمل تكنولوجيا نظيفة بمعايير دولية صارمة وليس له أي تأثير على الساكنة ولايمكن أن تسمع له لا صوت ولا رائحة ولا غاز .
وحسب المعطيات التقنية التي قدمها منير ، خلال اللقاء ذاته، اكد انه بعصرنتها لأداتها الصناعية، راهنت المجموعة على خيار التكنولوجيا الحديثة والنظيفة والمقتصدة للطاقة. و أضاف حسن منير أن نفس المعايير التي سيشتغل بها مصنع “كوسومار” بأولاد عياد، تشتغل بها مصانع دولية، حيث يتم إنتاج مادة السكر بدون مشاكل، لأن استعمال الفحم كطاقة بديلة لمادة الفيول يتم وفق معايير بيئية سليمة، إذ يعمل على تصفية الرواسب المترتبة عن احتراق الفحم ومعالجة الانبعاثات الغازية وفق مناهج منصوص عليها في الاتفاقيات الدولية لحماية البيئة.
ومن شان هذا المشروع اعتماد طاقة البخار الناتج عن عملية تكرير السكر لإعادة استعماله، الشيء الذي سيؤدي إلى اقتصاد مهم في استهلاك الطاقة بحوالي 16 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في السنة، حسب المعطيات ذاتها.
وأوضح حسن منير أن من بين أولويات المجموعة أيضا التدبير العقلاني لاستعمال الماء بخفض نسبة استهلاكه في كل الأنشطة الصناعية التي تقوم بها المجموعة وذلك عن طريق معالجة المياه المستعملة.
وقد تم الحصول على هذه النتائج بفضل التكنولوجيات الحديثة لمعالجة المياه المستعملة. علاوة على ذلك اكد ان كوسومار عبأت استثمارات ضخمة من أجل عصرنة وتأهيل الأداة الصناعية. وبذلك، تمت معالجة الإنتاج بمجمله في ظروف جيدة وبأداءات تتماشى مع المعايير الدولية.
وشدد منير على أن شركة كوسومار شركة مواطنة لا يمكن ان تفكر في انجاز أي استثمار دون احترام معايير البيئة .
اللقاء عرف في بدايته عرضا لمدير الشركة باولاد عياد عبد الهادي الحسناوي استعرض خلاله حصيلة المؤسسة لسنة 2018 _ 2019 ، همت مجالات الإنتاج والأنشطة الإجتماعية ، بالاضافة إلى تقديم توضيحات حول مشروع العمل بالطاقة بواسطة الفحم الحجري الذي اعتبره مشروعا واعدا وصديقا للبيئة .
وأكد الحسناوي أن موسم 2018 و2019 تميز بالرفع من المساحة المزروعة لتصل الى 15100 هكتار مقابل 13100 هكتار لسنة 2017 ، وبرمجت عملية الزرع ابتداء من 1 شتنبر 2019 ، كما تمت رقمنة جميع مراحل انتاج الشمندر في اطار مشروع معلوماتي “تيسير” وهو ثاني مشروع من نوعه على الصعيد الوطني والدولي مكن الشركة من تتبع مراحل الانتاج من زرع ،و توزيع مواد أولية على الفلاحين ، وايداع المستحقات المالية للفلاحين بالبنوك ،كما مكن هذا المشروع من ضبط المساحة ولوائح الزرع ولوائح القلع. وعزز من ثقة الفلاحين بالمنظومة ، والارشاد الفلاحي.
وأضاف الحسناوي أن الشركة عملت الموسم الماضي على تطوير عملية التسميد بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط ، وادخال تقنية حديثة لمكافحة الاعشاب الضارة ،سيكون لها نفع كبير على الفلاحين.
وأردف المتحدث ان انتاج السكر عرف تطورا كبيرا سنة 2019 ، ورفعت الشركة من الطاقة الاستيعابية اليومية بزيادة 3000 طن يوميا ، كما يأتي هذا المشروع استجابة من مجموعة كوسومار لالتزاماتها اتجاه الفاعلين المحليين و الوطنيين ، منها الاتفاقية الاطار المبرمة مع الدولة ،و طلب اللجنة التقنية المحلية بالجهة للشمندر للرفع من المساحة المزروعة ، وذلك نتيجة الطلب المتزايد من طرف الفلاحين نظرا للتطور الهام الذي عرفه انتاج السكر الذي ارتفع من 5 طن الى 11 طن .
وفي نهاية اللقاء التواصلي الذي حضره رئيس الغرفة الفلاحية بجهة بني ملال خنيفرة و رئيس جمعية منتجي الشمندر السكري وعدد من المنتخبين والفلاحين والباحثين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والجهوية والوطنية ، احتفت الشركة بأبناء الفلاحين المتفوقين في الدراسة والحاصلين على المراتب الأولى في الموسم الدراسي الماضي ، وسلمتهم هدايا عبارة عن منح مالية ، وكان ذلك بحضور أولياء التلاميذ حيث خلفت هذه المبادرة استحسانا لديهم واعتبروها التفاتة محمودة من طرف مجوعة كوسومار.