“لم أفكر، ولو للحظة واحدة، أنه يمكن أن يتعرض بالإيذاء لشخص آخر غير نفسه”، تقول “إلهام”، زوجة ميكايل هاربون، الأمني الفرنسي الذي قتل أربعة من زملائه يوم الخميس 3 أكتوبر الجاري بالدائرة الأمنية لباريس.
وعبرت “إلهام”، ذات الأبوين المغربيين وغير المحجّبة والتي ترتدي لباسا غربيا، خلال الجلسات الثمانية للاستماع إليها من طرف الأمن، حسب ما نقته “فرانس أنفو” التي تقول إنها اطلعت على مضامينها، عن “صدمتها”، عبر مترجم بلغة الإشارات، لأنها صماء.
ولم يتم التشكيك بالتطرف في “إلهام” ولا في أسرتها. وقد حكت بتفصيل ما وقع لزوجها خلال الليلة التي سبقت اعتداءه على زملائه، وخصوصا ما يتعلق بأزمته في الليل، في حوالي الساعة الرابعة صباحا. حيث أيقظها وأيقظ طفليهما البالغين من العمر 3 و9 سنوات.
وذكرت للمحققين أنه كان في حالة “أزمة روحية” أو “حال”، وبدأ يقرأ آيات من القرآن ويصرخ “الله أكبر”. وأوردت أنه قال لها إنه يسمع أصواتا، وبأن عليها أن “تحمي” طفليهما.
وحكت أنها أعادت طفليها إلى النوم ونامت من فرط التعب، وعند الاستيقاظ في الصباح وجدت زوجها ممدا في “الصالون”.
ورغم ذلك قام إلى العمل، ما جعل “إلهام” تعبر عن قلقها، وهو ما عبرت عنه من خلال رسائل نصية قصيرة عثر عليها في هاتفه، سألته عبرها عن أحواله، من خلال سؤال “كيف أنت؟” الذي طرحته عليه عدة مرات.
ولم تكتف الزوجة القلقة بسؤال زوجها، فقد كتبت إلى أحد زملائه في الدائرة الأمنية “إنه غريب، كيف تجده؟”.
وعندما توصلت بتنبيه حول إطلاق ناري بالدائرة الأمنية، بعثت إليه برسالة نصية قصيرة، كما راسلت معارف آخرين بالدائرة.
وعندما وصل الأمنيون إلى بيتها لوضعها تحت الحراسة النظرية وتفتيش الشقة، تحدثوا إليها، دون أن يعلموا أنها صماء. لم تفهم ما كان يدور حولها، ولم تدرك أن زوجها هو الذي طعن أربعة من زملائه وأرداهم قتلى، قبل أن تتم تصفيته في ساحة الدائرة الأمنية.
وذكرت “إلهام” عدة مرات حول “تطرف” زوجها، ومرارا وتكرارا، “أنه ليس إسلاميا، وبأنه مسلم ملتزم، ويذهب إلى المسجد”، “وهذا كل ما في الأمر”.
وذكرت أن زوجها لم يكن في “منطق التحول”، وبأنهما عندما تزوجا، في 2004، لم تطلب منه شيئا وبأنه سار في “طريقه الخاص”.
وكانت “إلهام” قد درست وشرعت في العمل، قبل أن تتوقف عن العمل عند ولادة ابنها الثاني…
عن تيل كيل عربي