حقوقيون بمراكش يرصدون الاختلالات والمعيقات التي شابت الدخول المدرسي

حقوقيون بمراكش يرصدون الاختلالات والمعيقات التي شابت الدخول المدرسي

- ‎فيآخر ساعة
163
0
سمية العابر
تعمل الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش، كعادتها عند كل دخول مدرسي على انجاز تقرير مفصل حول اعمال الحق في التعليم ، وتعميمه وارساله للجهات المختصة للاتخاذ المتعين.
ورصد الفرع بما وصفه الاختلالات والمعيقات التي تعيق العملية التعليمية بمراكش. فبمنطقة المنارة، لا يتوفر دوار واحياء ايزيكي التي تعتبر من الأحياء القديمة نسبيا على ثانوية تاهيلية، كما هو الحال بجماعتي السعادة والسويهلة التي يضطر تلاميذتها لقطع مسافات طويلة للوصول لأماكن الدراسة تنضاف اليها معاناتهم مع وسائل النقل، إلى جانب منطقة المحاميد التي تعرف انفجارا عمرانيا.
وقال تقرير الجمعية أنه بذل بناء مؤسسات للتعليم الثانوي التأهيلي ،قامت الجهات المختصة بتعميق الأزمة وتقوية الهدر المدرسي ، واعاقة استفادة العديد من التلاميذ من حقهم في التعليم عبر سياسة وصفها التقرير  بالترقيعية لن تفضي الا الى تعميق الخصاص في الموارد البشرية خاصة اطر التدريس، والرفع من منسوب معاناة التلاميذ والتلميذات وعائلاتهم.
وأكد التقرير أنه كحلول ترقيعية لجأت المديرية والاكاديمية الى توزيع التلاميذ المنحدرين من جماعة السعادة والسويهلة على ثانوية سيدي عبد الرحمان التأهيلية المتواجدة بالحي الحسني ، وثانوية فاطمة المرنيسي المتواجدة على اطراف حي ابواب مراكش والبعيدة بحوالي 02 كلم عن محطة النقل الحضري، وعلى ثانوية اليا ابوماضي الاعدادية عبر خلق اقسام للتعليم الثانوي التأهيلي جذع مشترك، في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن تشييد ثانوية ابن الهيثم التأهيلية بجماعة السعادة منذ سنوات في حين ان عملية البناء قد بدأت منذ مدة لا تتجاوز الشهر، إلى جانب حرمان دوار ايزيكي واحياءه رغم الكثافة السكانية المرتفعة من ثانوية تأهيلة مما جعل نسبة الهدر المدرسي ترتفع وسط هذه الأحياء خاصة وسط التلميذات.
 وأضاف التقرير أن الحلول تنضاف إليها ترحيل وتوزيع التلاميذ والتلميذات السنة الثانية بكالوريا بكل شعبها بثانوية المختار السوسي بعد بداية الموسم الدراسي الحالي،  نحو ثلاث ثانويات تأهيلية ( سيدي عبد الرحمان، ابن تومرت، الخوارزمي) حسب اخيار كل تلميذ بناء على منشور معمم من طرف مدير المؤسسة، والغريب ان المؤسسات المطروحة للالتحاق بها تعرف اكتظاظا ملحوظا وان بنياتها لا يمكن ان تستوعب اعداد اخرى من التلاميذ ،ناهيك على ان عملية التسجيل استكملت . ومعلوم ان ثانوية المختار السوسي ،كانت قبل سنوات ،ثانوية اعدادية، فتم تحويلها امام الحاجة الى ثانوية تأهيلية.
وقال أنه بدل بناء ثانوية تأهيلية لاستقبال العدد الهائل للتلاميذ القاطنين بحي المسيرة الثالثة واحياء تاركة وبعض الدواوير المجاورة، تم خلق اقسام للتعليم الثانوي التأهيلي بالثانوية الاعدادية مولاي رشيد، و افتتاح ثانوية بآزلي باعتبارها ثانوية اعدادية ،لتتحول بدورها في ضوء الارتجالية الى مؤسسة تضم مستويات تأهيلية.
وأبرز التقرير ان ما ينطبق على مؤسسات للتعليم الثانوي الاعدادي المذكورة اعلاه ، يسري على الثانوية التأهيلية التقدم بحي المحاميد، وثالثانوية الاعدادية عابد الجابري بدار السلام بجماعة السعادة، حيث تم احداث مستويات للتعليم الثانوي التأهيلي.
وأعلنت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش،استنكارها تغاضي الجهات الرسمية المسؤولة عن التربية والتكوين عن المشاكل الحقيقية للازمة التعليم، وتنكرها لخاطاباتها والتزاماتها ، خاصة فيما يتعلق بتوفير البنيات التحتية والتجهيزات الضرورية، لتقوية العرض المدرسي وجعله قادرا على استيعاب كل التلاميذ،  وعلى اسلوب الارتجال وغياب خريطة مدرسية واضحة وواقعية ،ونهج سياسة الترقيع بالمديرية بمراكش.
 وأكدت على مواقفها السابقة والتي كانت محط مراسلات وبلاغات ومذكرات ترافعية ،والمتعلق بفتح تحقيق حول مآل المؤسسات التعليمية المبرمجة في اطار ” مراكش الحاضرة المتجددة “
وأدانت حرمان المناطق ذات الجذب من مؤسسات تعليمية خاصة الثانوية التأهيلية لاستيعاب المتمدرسين وضمان القرب، مستنكرة التمييز القائم على المجال ، والذي يطال هوامش المدينة وبعض المناطق المهمشة والفقيرة من الاستفادة من المؤسسات التعليمية بمختلف الاسلاك، داعية الجهات المختصة الى اعادة مقاربتها وسياساتها في التعاطي مع اعمال الحق في التعليم ، وذلك باعتماد مقاربة استشرافية ،مبنية على المؤشرات الواقعية للتطور المجالي والنمو الديمغرافي والتموجات التسكانية التي تعرفها المدينة، ونؤكد على انه لا يمكن ضمان مدرسة عمومية بمعايير القرب والجودة والتعميم وغياب التمييز لاي سبب ،بدون تخطيط استراتيجي وحس ديمقراطي مبني على المشاركة.
وحملت الجمعية المذكورة الدوائر الحكومية وطنيا وجهويا وومحليا ،المسؤولية في اخفاقات المذكورة اعلاه ، وهدر الزمن المدرسي، معتبرة ان الخطابات المروجة على مسامع العموم لا تعدو ان تكون سوى مسكنات وديماغوجية للتستر عن الازمة البنيوية التي يعيشها التعليم ،ويتحمل تبعاتها الاسر والتلميذات والتلاميذ.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت