نورالدين بازين
كل الخطابات التي وجهها جلالة الملك محمد السادس ،في مناسبات وطنية عديدة تشكل دعوة صريحة ومباشرة للمسؤولين ومدبري الشأن العام للتفاعل الإيجابي والسريع مع انتظارات المواطنين.
كما أن هذه الخطابات الملكية سلطت الضوء على مجموعة من الاختلالات التي تعاني منها الإدارة المغربية لاسيما المتمثلة في غياب الحكامة والتماطل والبطء في التعامل مع تطلعات وانشغالات وقضايا المواطنين، وفي خضم ذلك وجه جلالة الملك ، دعوة صريحة لجميع المسؤولين، بمختلف مستوياتهم، للقيام بواجبهم على أكمل وجه ،والتفاعل مع انشغالات المواطنين بكل تفان وإخلاص وبروح من المسؤولية والحس الوطني.
وشددت هذه الخطابات على ضرورة أن “يتحلى المسؤولون وممثلو مختلف الهيئات السياسية بروح المواطنة وأن يجعلوا مصلحة البلد فوق كل اعتبارات شخصية أو سياسوية ضيقة”، مؤكدا أنه لا “يمكن تحقيق التغيير والإصلاح المنشود في غياب إرادة جماعية للمسؤولين والمؤسسات المنتخبة والإدارات العمومية ، إضافة إلى التعامل الإيجابي والبناء لكل المواطنين مع القضايا الوطنية الاساس “.
وبجهة مراكش، يبقى تعيين كريم قاسي لحلو، واليا على هذه الجهة، نقطة ضوء في بحر الظلام، لما للرجل من كفاءة و نقاء اليد وصفحة تاريخ يعتريها البياض. غير أن تحركاته الكثيرة هنا وهناك، لا تعكس ايجابا على المستوى المعيشي للمواطنين والمواطنات الذين يثمنون تفاعله مع مشاكلهم اليومية، غير أن اليد الواحدة لا تصفق.
من أجل ذلك يتحتم على المسؤول الأول بجهة مراكش آسفي، على ضرورة توفير جيل جديد من الأطر والكفاءات تصاحبه في انشغالاته ومشاريعه التنموية التي عمل جاهدا على ابرازها على أرض الواقع بهذه الجهة، و القطع مع منطق الامتيازات وضرورة بناء ولاية تعتمد على الكفاءة والمهنية، التي تبدو متوفر بداخل مقره ولا تحتاج إلا نفض الغبار عليها وتجديد الأطقم من أجل إشاعة قيم العمل الملموس والمسؤولية والاستحقاق، حتى تكون لأنشطة وتحركات الوالي قاسي معنى ونتائج مرجوة، وأن لا يذهب جهده وعمله المحمود في مهب الريح بسبب “مسامر الميدا”، الذين لا تهمهم سوى مصالحهم وما تكسب يدهم.
هنا.. كفاءات عالية الجودة والمهنية يتوفر عليها مقر ولاية جهة مراكش آسفي، وإن تلاحمت كفاءتها مع مجهودات الوالي لحلو واستراتيجيته الناجحة، بدون أن تتتدخل رياح الهدم والمصالح بينهما، فإن يقين المواطن والمواطنة بالجهة، سيزداد ايجابا لما يقوم به هذا الرجل من أعمال صالحة تعود على الساكنة بالخير والنفع. وما على والي الجهة لحلو قاسي ، سوى أن يستعير عيون ” اليمامة” ليرى ما وراء جدران مكتبه وحينها سيجدد أطقمه بما يفيد الجميع.