كلامكم
(أ ف ب) – أنكر اثنا عشر متهما لدى مثولهم الخميس أمام المحكمة أية صلة لهم بقتل سائحتين اسكندنافيتين بالمغرب رغم صلاتهم بالقتلة، في حين أكد بعضهم موالاة تنظيم الدولة الإسلامية معربين عن أفكار متطرفة.
وقتلت الطالبتان الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاما) والنروجية مارين أولاند (28 عاما) ليل 16-17 كانون الأول/ديسمبر 2018، في منطقة جبلية خلاء جنوب المغرب، حيث كانتا تمضيان اجازة.
ويمثل 24 متهما منذ 2 أيار/مايو أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا قرب الرباط، يتهمون بالانتماء لخلية إرهابية يعد عبد الصمد الجود (25 عاما) “أميرها”. واعترف الأخير أمام المحكمة بدوره في تنفيذ الجريمة خلال الجلسة الماضية.
وقرر القاضي مواصلة المحاكمة في 20 تموز/يونيو بعد جلسة دامت ست ساعات.
وفي مقابل اعترافات الجود ومتهمين آخرين بقتل الضحيتين وتصوير الجريمة خلال الجلسة الماضية، أنكر المتهمون الذين استمعت إليهم المحكمة أي دور لهم في الجريمة.
في حين أكد بعضهم صراحة تأييد تنظيم الدولة الإسلامية، معربين عن أفكار متطرفة.
وصدم سعيد توفيق (23 سنة) الحاضرين داخل قاعة المحكمة قائلا “كان من الأفضل قتل رجال وليس نساء لأن الرجال هم الذين يقتلون إخواننا في سوريا”.
وأكد هذا الجندي السابق أنه “مقتنع” بفكرة الجهاد، وأنه تواصل مع جماعات متطرفة في أفغانستان على الخصوص.
ونفى متهمون آخرون أن يكونوا حاملين لأفكار جهادية، وإن أقروا بوجود علاقات مع المتهمين الرئيسيين.
وأوضح نور الدين بلعابد (30 سنة) أن الاجتماعات التي حضرها مع الجود ومتهمين آخرين “كانت تناقش خلالها مواضيع دينية فقط”.
لكنه اعترف بأنه سعى للالتحاق بتنظيم بوكو حرام المتطرف في نيجيريا قبل أن يعدل عن الفكرة، وسبق أن دين الأخير بالسجن ثلاث سنوات من أجل الإشادة بالإرهاب.
وأضاف عبد الكبير أخمايج (32 سنة) “كنا نصلي معا (…) لم نخطط قط لأي شيء”.
وتابع عبد الغني الشطبي (30 سنة) “كنا نتحدث مع الجود عن الجهاد أحيانا، لكننا لم نتكلم أبدا عن الإرهاب”.
واعترف كل من عبد الصمد الجود (25 سنة) ويونس أوزياد (27 سنة) في الجلسة التي جرت قبل أسبوعين بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا، بذبح الضحيتين.
كما اعترف رشيد أفاطي (33 عاما) بتصوير الجريمة، ليعمم التسجيل المروع في منتديات مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأثار هذا التسجيل الذي بث في أعقاب الجريمة الصدمة والهلع. وأعقبه تسجيل ثان ظهر فيه الثلاثة بجانب متهم رابع هو عبد الرحيم خيالي (33 سنة) يعلنون مبايعتهم لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، وفي خلفية المشهد راية هذا التنظيم المتطرف.
وكان خيالي برفقة المتهمين الثلاثة في رحلتهم لتنفيذ الجريمة، لكنه أكد للمحكمة أنه “ندم” وترك المجموعة قبل التنفيذ.
ويقول المحققون إن هذه “الخلية الإرهابية” استوحت العملية من عقيدة تنظيم الدولة الإسلامية لكنها لم تتواصل مع كوادر الجماعة المتطرفة في الأراضي التي كانت تسيطر عليها بالعراق وسوريا. ولم يعلن التنظيم من جهته مسؤوليته عن الجريمة.
وتحدث متهمون عن دور الشيخ السلفي محمد المغراوي الذي يدير جمعية دعوية نشيطة في مراكش تسير مدارس دينية خصوصية تعرف بـ”دور القرآن”، لكنه يعد رمزا للتيار السلفي المناهض للعنف والأفكار الجهادية.
وكان هذا الداعية أثار ضجة قبل سنوات عندما أصدر فتوى تجيز، حسبه، زواج الفتيات في سن التاسعة. وأغلقت السلطات في خضم ذلك المدارس الدينية التي تشرف عليها جمعيته قبل أن تفتح لاحقا.
وتلقى عدة متهمين، بينهم عبد الصمد الجود، دروسا في هذه المدارس.
وقال عبد العزيز فرياط (30 سنة) جوابا على سؤال حول هذا الموضوع “إن للمغراوي وجها متطرفا بأفكار متشددة بخلاف الوجه الذي يظهره للسلطات”.
والتمس محامو الطرف المدني استدعاء المغراوي للمثول أمام المحكمة، ولم يصدر القاضي قرارا بهذا الخصوص.
وكانت المحكمة وافقت في الجلسة الثانية منتصف أيار/مايو على طلب تقدم به محامو الطرف المدني باعتبار الدولة طرفا في المحاكمة، على أساس “مسؤوليتها المعنوية”، وحتى تكون “ضامنا لأداء التعويضات المستحقة لذوي الضحايا”.
ويواجه المتهمون الرئيسيون عقوبة الإعدام. ولا يزال القضاء المغربي يصدر أحكاما بالإعدام لكن تطبيقها معلق عمليا منذ سنة 1993.
ويدافع عن معظمهم محامون عينتهم المحكمة في إطار المساعدة القضائية، بالإضافة إلى محام يدافع عن المتهم السويسري ويدافع في الوقت ذاته في قضية أخرى عن مدير نشر أخبار اليوم بوعشرين .