|
ذ ادريس المغلشي
ما أثار انتباهي وثلة من متطوعي الفعل النبيل يجتهدون بمبادرة فردية دون حساسيات لاحياء ليلة تابين المرحوم سي محمد مونين .كنا في جولة نوزع الدعوات بين مرافق الادارة. لاحظت ان مجموعة من موظفي هذا القطاع يحتاجون اكثر من غيرهم للجنة اجتماعية تنكب على هذا المجال في الفرح كما في القرح. فالادارة لاتنتبه لهذا الجهاز ودوره الرئيسي حيث تبدو فقيرة عاطفيا وقد اصابتها جائحة. لازرع فيها ولانسل ولا اثر.
لكن من يفكر في هذا الامر وهذا الفعل النبيل…؟؟؟
مادمنا نفارق رفاقا لنا تقاعدا او موتا دون ان نودعهم بكلمة شكر فاصبحت اركانها باردة لادفء فيها كانها ثكنة او مقبرة يعلوها الصمت والموت. لاحركة فيها سوى وشوشات هنا وهناك ترقب كل تحرك محتمل. اجساد متهالكة ترمي ضيمها وقهرها على كل مسؤول متخاذل لاهم له سوى مهمته ومدى نجاحها ونصوص تتطاير اشلاؤها كشظايا قذيفة ومادونه الى الجحيم. افتقدنا ماسسة المبادرات الاجتماعية واحتضانها والحفاظ عليها لان مايبقى في رصيد مؤسسة هو ذاك الخيط الانساني والوجداني الرفيع بين موظفيها اما مادونه فهراء لا قيمة له.
والدليل على مااقول ان الذين حجوا لاحياء ليلة المرحوم سي محمد مونين يعرفون اكثر من غيرهم قيمة الرجل ويعطون الدليل ان الرجل كان اجتماعيا ومتواصلا بامتياز يحرص على العلاقات الانسانية ومتواجد في اماكن وعلاقات ليحقق هدفه النبيل تجسير هذه العلاقات وتذويب الخلافات في تواضع قل نظيره.
ليلة ناجحة بنوعية الحضور لكن ما اشفى غليلي ابناء حيه الذين جاءوا يقولون كلمة فيها اعتراف باستاذية الرجل وكيف كان سباقا ومبدعا في نفس الوقت في حي كاسطور لاحياء الجانب الثقافي واقناع الشباب وان الرجل له اسهامات لم يكتب لها الخروج للساحة لان الادارة هذا الجهاز الشقي الذي اجهز على حلمه كي لايتحقق ، فاشغله بهمومه دون غيرها .لكن الحضور حقق لحظة وفاء لرجل غادرنا في صمت.
حين سعى الاخوة لاحياء هذه الليلة وفاء لروحه الطاهرة ونحن نزور مرافق الادارة ونتواصل ونوزع بطاقات الدعوة ،كنت اشتشعر احساسا رهيبا بدقة اللحظة وان المصير نفسه ساعيشه يوما لا اعلم تاريخه لكنه قريب اكثر مما اعتقد فشرد فكري لحظة وماعدت الا وصديقنا عبد الهادي بلولي صاح فينا هامسا ايها الاخوة لاتنسوا فعل نفس الشيء لي اذا مت .فهذا ملتمسي كوصية اخيرة.