خديجة بن قنة تفضح ” شاهد زور”… ومتظاهرون يذكرون ماما فرنسا ب ” لالة فاطمة” ..

خديجة بن قنة تفضح ” شاهد زور”… ومتظاهرون يذكرون ماما فرنسا ب ” لالة فاطمة” ..

- ‎فيإعلام و تعليم
301
0
بقلم / الطاهر الطويل*
خديجة بن قنة، وهي في قطر، تضع يدها على قلبها، محبة لبلدها ومسقط رأسها الجزائر، لا سيما حين ترى الجموع تخرج إلى الشارع، مطالبة برحيل الرَّجل المريض العاجز عن تسيير دواليب الدولة.
لكنّ خديجة تستشيط غضبا، وهي تسمع ترّهات وزير سابق يحاول أن يبرّر استمرار بقاء الرئيس الحيّ/ الميت متكئا على كرسي السلطة المتحرك، لحاجة في نفوس الجيش.
غرّدت مذيعة «الجزيرة»، واصفة ما قاله الأخضر الإبراهيمي بإحدى «الكبائر»، لأنه ـ حسبها ـ أدلى بشهادة زور، وكتبت ساخرة: «بوتفليقة، دماغه شغّال ميّة الميّة مش تسعين بالمية، حسب الإبراهيمي».
ماذا قال وزير الخارجية الجزائري الأسبق حتى استحق وصف «شاهد زور»؟ لقد أسهب في جرد مستجدات الحالة الصحية لرئيسه، وكأنه طبيبه الخاص، فقّدم التشخيص التالي: صوته خافت ومنخفض جدا جدا (والتأكيد من عنده)، بحيث لا يصلح لأن يلقي خطابا لا في التلفزيون ولا على الملأ؛ قواه الذهنية استرجعها مئة في المئة وليس تسعين في المئة؛ يداه (لا بأس عليهما)؛رجلاه عاطلان.»
غير أن خديجة بن قنة لم تكن وحدها مَن انتقد كلام الأخضر، فقد ترددت العبارات نفسها تقريبا على لسان عضو مجلس الشورى الجزائري، جمال صوالح، حيث قال على شاشة قناة «الغد»، إن القول بأن الرئيس يتمتع بصحة جيدة كلام غير صحيح، وفيه كثير من التجني والكذب والمراوغة ومحاولة الالتفاف على مطالب الشعب. وطرح المتحدث تساؤلات عدة، من قبيل: لماذا لم يتم تصوير عبد العزيز بوتفليقة حين قدومه من سويسرا حيث كان يعالج؟ لماذا لم يحضر التلفزيون الجزائري لقاءاتهمع أركان الجيش؟ ليخلص إلى اعتبار أن «كل ما نراه فيديوهات مفبركة.»
وعلى ذكر «الفبركة»، لا ننسى أن للأجهزة الرسمية سوابق في هذا المجال، وقد فضحتها قناة فرنسية، منذ ست سنوات، حين أظهرت الرئيس الجزائري بوتفليقة يحرك يديه اليمنى خلال استقباله لرئيس حكومة فرنسا آنذاك، والحال أن تلك اليد كانت مشلولة، وبيّنت قناة «كنال+» بالحجة والدليل كيف أن التلفزيون الجزائري تلاعب بصور بوتفليقة… كيف لا يفعل ذلك، وكثير من الأنظمة العربية تتلاعب بكل شيء، بدءا من جودة المواد الاستهلاكية وأثمانها، مرورا بصحة المواطنين والمواطنات، وصولا إلى نتائج الانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية وغيرها…؟

حراك في الجزائر وخوف في مصر!

بيد أن كل محاولات التغليط والخداع لم تنفع مع الشعب الجزائري الذي أطلق هبّة مباركة مستمرة إلى حين تحقق مطلب التغيير؛ وهو ما يرعب كل الأنظمة الاستبدادية التي تخيلت أن الشعوب لم تعد تقوى على الحراك، بعد انتكاسة مسارات «الربيع العربي».
معتز مطر في برنامجه الشهير، قدّم أمثلة حية على هذا الرعب الذي بدت ملامحه واضحة في القنوات الرسمية بأرض الكنانة، فهذا «محلل مصري» يتحدث عن تأثير مظاهرات الجزائر واحتمال انتقالها إلى بلدان أخرى، لأنها تعمل على «تسخين» البعض بحسب تعبيره، وآية ذلك أنها أذكتْ الحماس في حركة «السترات الصفراء» بفرنسا. هذا ما قاله صراحة، أما كلامُه المضمر، فهو: أخاف أن تنتقل مثل هذه المظاهرات إلى مصر!
ما الحل؟ إنه الوقوف بجانب عبد العزيز بوتفليقة، مثلما يفعل أحمد موسى في قناته «صدى البلد»، من خلالبرنامجه المعنون بـ«على مسؤوليتي»، بينما كان أجدر أن يطلق عليه عنوان: «القولُ ما قال السيسي» (على منوال البيت الشعري: إذا قالت حُذَام فصدّقوها/ فإن القول ما قالت حذام)، ولا ننسى أنه وجّه تحية خاصة إلى بوتفليقة على وقوفه في وجه «الجماعات الإرهابية» ودحرها.
ولم يسمع أحمد موسى (لأنه لا يريد أن يسمع إلا ما يعجبه) كلمة النائبة البرلمانية الجزائرية «نورة وعلي»التي نُقلتْ مباشرة عبر التلفزيون الجزائري، حيث اعتبرت المتحدثة أن السلطة في بلادها ما زالت تتذرّع بأسطوانات مشروخة وحجج واهية من قبيل «الإرهاب» و«الأيادي الخارجية» و«العشرية السوداء»، لتبرير استمرار التحكم في الشعب وتفقيره ومصادرة حقوقه. وخاطبت الماسكين بزمام السلطة هناك قائلة: «رحيلُكم سيفرح الشعب، لم يبق لكم من حل سوى الاستقالة،دمّرتم الوطن، كسّرتم هيبة الدولة، وأصبحت بلاد المليون ونصف المليون شهيد مسخرة بين الدول.» وقالت كلاما كثيرا تخلله تشويشٌ، وَصَلَ إلى آذان المشاهدين، قبل أن تُحرَم البرلمانية المذكورة من الاسترسال في حديثها بمبرّر تجاوز الوقت القانوني للمداخلة!

فرنسا… وحنين استعماري!

وعلى غرار الناطقين باسم عبد الفتاح السيسي، أبى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلا أن يثير حنق المواطنين الجزائريين، حين فضل الاصطفاف إلى جانب الرئيس غير المرغوب فيه بوتفليقة، ووجّه إلى هذا الأخيرتحية كونه «فتح صفحة جديدة في تطور الديمقراطية ببلاده». واستغرب محلل وإعلامي عربي مرموق، هو خالد الغرابلي، من هذا الموقف الفرنسي الذي لقي استهجانا في الشارع الجزائري، خاصة وأن الذاكرة الشعبية المحلية لم تنمح منها بعد مجازر الاستعمار الفرنسي وانتهاكاته الكثيرة. وبسط الغرابلي تحليله الجريء في قناة «فرانس 24» التي انتهى به المطاف فيها حاليا، بعدما عمل في العديد من القنوات والإذاعات العربية والعالمية: روسيا اليوم، أورونيوز، إذاعة الشرق، إذاعة مونتي كارلو، تلفزيون العربي…
لكن اللافت للانتباه في تحليل المظاهرات الجزائرية على قناة «فرانس 24» هو الوقوف عند صورة امرأة مرتدية لباسا تقليديا، تحمل يافطة باسم «لالة فاطمة»، وشعارا مكتوبا باللغة الفرنسية مفاده: (يا فرنسا! اهتمّي بشؤونك الداخلية أولا، فلديك حركة «السترات الصفراء»، ولا تتدخلي في الشأن الجزائري.) وإذا كان المحلل خالد الغرابلي تفوّق في تحليل العلاقات الملتبسة بين فرنسا والجزائر، فإن التوفيق لم يحالفه في التعريف بشخصية «لالة فاطمة» التي جرى تقمّصها خلال المظاهرات، إذ قال إنها تحيل على اسم خادمة جزائرية خلال الاستعمار الفرنسي، والواقع أن الأمر يتعلق بالبطلة والمقاوِمة الأمازيغية «لالة فاطمة نسومر» التي اشتُهرت ببلائها الحسن ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر.
ولعل في وجود «لالة فاطمة» بين صفوف المتظاهرين دليلا كافيا على فك الحبل السري بين باريس والجزائر. لكن، هل استوعب قصر «الإليزيه» هذه الرسالة؟

٭ كاتب وإعلامي من المغرب.

من صفحته على الفايس بوك

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت