ادريس المغلشي
للتقدم ابطاله وصناعه وجنود الخفاء الذين يعملون في صمت دون ضجيج .كما للانحطاط رموزه واتباعه واشياعه فما اكثرهم… ! لن تحتاج لعناء تفكير من اجل الوقوف على هذا الوضع وتباين الموقفين لكن مايثير،الاستغراب هو من يدافع بطول نفس منقطع النظير عن الانحطاط ب” السنطيحة وقلة الحياء ” ولايتوان في تجميل صورته بمساحيق من مفردات عفا عنها الزمن تكشف خلله عوض تزكيته. هناك من يمارس الاحباط ويزرعه في ذروة الانحطاط وياتي بافكار جاهزة تغذي الفشل وتنشره بين الناس وتغطي اعين الحقيقة وتصادر حق التفكير فيما هوافضل وتقتل الامل والطموح . ان قاموسهم الفريد لايتاخر في ترديد مفردات بشكل ببغائي من قبيل :
” لن تنفع المحاولة مهما اجتهدت..فاقنع بمصيرك وسلم امرك”
“كل مانشاهده من كوارث فهو امر طبيعي لانملك امامه لاحيلة ولاقوة. ”
فلنرض بهذا الواقع .ونسلم امرنا مادامت ضرورة العصر تفرض ذلك ”
ساق المفاهيم بعدما استوى على كرسي الخطابة حيث شرع يوزع وصاياه لعلها تجد اذانا صاغية. في كل لحظة يركز على مفردات ومصطلحات يستدعيها ليباعد مسافة الفهم بينه وبين المتلقي. ويجعل الوضع اكثر استفهاما وحيرة اتعب الحضور من خلال عرضه المطول وطريقة مرافعته لايتاخر في كل مرة وهو يطلب من اتباعه الالتزام بالحضور وتاجيل كل اشغال اليوم. تلبية لنداء الساحة ، بربطة عنق تحمل الوانا رمزية ومعطف صوفي يدفع عن صاحبنا قر تلك الامسية. حيث كستها موجة من الضباب الكثيف في المدينة الشاطئية الغارقة في عبق التاريخ والتي جمعت بين فورة غضب ومعاناة المعيش اليومي وبين طمانينة شاعرية الفن ،يشهد الجميع انها ادت فاتورة نضالها برموزها ومناضليها، انها مدينة البروليتاريا المقهورة والتي لازالت شاهدة على سمو الغناء الثائر والرافض للتبعية والذي ينشد الانعتاق .مدينة يكفي ان تجلس على رصيف مقهى ذات صباح بارد في الشارع الرئيسي لتشاهد النساء ملتحفات كل اشكال المعاناة مجموعات وفرادى يسرعن الخطى نحو معمل المعلبات الذي يطل من مدخل البوابة الرئيسية للمدينة وهو في ملكية احد اعيان البلد. (يتبع)