سمية العابر/ كلامكم/ مراكش
” يتبين بأن العناصر المكونة لجناية “الاتجار بالبشر” تبقى ثابتة في حق الماثلين أمامكم (…)،وذلك من خلال اعتيادهم على تجنيد واستدراج الفتيات إلى أعمال غير مشروعة “البغاء”،ونقلهن،تحت طائلة التهديد واستخدام القوة والتعنيف، لاحتكارهن في ممارسة البغاء،مع استغلال حاجتهن الماسة إلى المال أو قصر سنهن، عن طريق الإغراءات المادية،والتي يتحصّل من ورائها الماثلون أمامكم على أرباح مادية و يراكمون ثروات مالية مهمة،ضاربين بعرض الحائط سمعة البلاد (…)،خصوصا وأن حالة التلبس التي ضُبطوا عليها أثناء عملية توقيفهم، وتنقيلهم (للفتيات) بتلك الصورة والكثرة العددية إلى الفيلا، موضوع التدخل (الأمني)،قصد إجراء عملية الانتقاء في صورة شبيهة بالاسترقاق والعبودية، يتحقق معه شرط سلب إرادة الضحايا وحرمانهن من تغيير وضعهن وإهدار كرامتهن الإنسانية، رغم تلقيهن مقابلا ماديا على ذلك”..
هذه هي الخلاصة الصادمة لتقرير أمني عن نتائج البحث القضائي التمهيدي،الذي أجرته فرقة الأخلاق العامة، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش،بعد تفكيكها للشبكة الجديدة المتهمة بـ”الاتجار بالبشر والدعارة الراقية بالمدينة”، وذلك على خلفية اتهامهم بتكوين شبكة مختصة في “الاستعباد الجنسي لفتيات مغربيات وقوادتهن لسياح خليجيين”،و التي تم تفكيكها إثر مداهمة أمنية، مساء الثامن من شتنبر الماضي، للفيلا الكبيرة الحاملة للاسم التجاري “دار السور”،والواقعة بمنطقة “النخيل” السياحية،بضواحي مراكش، وهي العملية التي أسفرت عن توقيف 49 شخصا،بينهم الفتيات المتهمات بالفساد،وشخصان يتابعان بدورهما،في حالة سراح، بتهمتي “إعداد منزل للدعارة، والوساطة في البغاء”.
ويبدو أن الاستعباد الجنسي، أصبحت ظاهرة جاري بها العمل بداخل مدينة مراكش، بعدما أصبحت بعض الملاهي الليلية وبعض المقاهي ” الهاي كلاس” واجهة لتسهيل مهنة البغاء و تنظيم السهرات الماجنة للسياح لخليجيين،أو ما يُعرف في لغة الدعارة الراقية بـ” لبْلانات”.
فبحسب مصادر مطلعة ل” كلامكم” ، فإن بعض الملاهي الليلية وبعض المقاهي الهاي كلاس بمدينة مراكش، أصبح مالكوها يسهلون مهنة البغاء بطرق عديدة، حيث باتت هذه الأماكن المعروفة بالمدينة محطة التقاء لمباشرة ” العمل”. فبعد سهرة بداخل الملهى أو المقهى، تتجه الفتيات برفقة خليجيين نحو فيلا معروفة بطريق أوريكا لصاحبها المشرقي المشهور بمراكش، ثم هناك مجموعة أخرى الفتيات تنطلق من ملهى ليلي بالحي الشتوي في حدود الساعة الخامسة صباحا بعد سهرة ماجنة برفقة خليجيين نحو أحد الفنادق المصنفة في سيارات خاصة أو سيارات الأجرة.
وبحسب تصريحات بعض الفتيات، فإنه يطلب منهن التزين ويحدد معهن مواعيد وأماكن اللقاء لينقلهن،على متن سيارات ،ويشرعون في جمع الفتيات ويكدسوهن داخل السييارات،لينقلهن إلى فيلات معدة للدعارة الراقية،بضواحي المدينة،خاصة فيلا ب”طريق فاس”، حيث لازال الغموض يحوم حول تصوير فيلم إباحي صوروه ايطاليون سرا بإحدى الفيلات هناك.
وللإشارة فإن الشارع المراكشي أصبح يتداول أسماء بعض الوسطاء الكبار في عوالم الدعارة الراقية،الذين ينتعشون مع انتعاشة القطاع السياحي بالمدينة، وكل ذلك ل”تسهيل البغاء”.