عبدالعزيزالخطابي
بعد عمر طويل بين الفكر الفلسفي والفكر العربي وبينهما عصارة من التاريخ بما فيه التاريخ الذي يسمونه بزمن الرصاص والتاريخ الحديث الذي يسمونه بالتيار الحداثي ، وبعض الجهود الجبارة من مفكرين وفلاسفة الذين عاصروا فكرهم وجهودهم ونضالهم واعتقالاتهم وحتى إعدامهم من أجل بناء فكر سليم ومن أجل بناء الديمقراطية السليمة ،كنا ننادي في زمن السبعينيات بالتقدم الفكري والتقدم العلمي والأدبي من أجل مغرب الغد ،مغرب المستقبل ،مغرب الديمقراطية التي كنا نطمح إليها بعد عصارة من الاعتقالات والاتهامات والرصاصات التي كانت تدخل في عقل الإنسان ،في قلب الإنسان أوفي جسم الإنسان، فكل هذا كان لا يهمنا ،كلما يهمنا هو التقدم العلمي من أجل أن تكون هاته البلد آمنة وشعلة بين الأمم ،كنا نحارب الفساد بأشكاله بطرق عدة من مقالات وروايات وبالأشعار وبكل شيء حاربناه منذ سنين ،لكن وجدنا أنفسنا أننا نحارب أشباح لأن تلك العين التي ينبع منها الفساد أصبحت الآن نهر عميق ولا مجال لمحاربته لأننا وجدنا أنفسنا نتطاحن مع بعضنا البعض ونقتل بعضنا البعض بأمور أخرى أمور دينية ولا زلنا نؤمن بالخرافات التي زادت في أعماقنا ،تلك الخرافات التي عششت في قلب مجتمعنا هي التي يتغذي بها الفساد كالخرافات بمعناها السياسي والخرافات بمعناها الديمقراطية والخرافات بمعنى التطرف الديني كل هذا يجعلنا في نهر من الفساد الذي يحيط بالمجتمع المغربي ،فكيف يعقل للحكومات المغربية التي جاءت من الأحزاب السياسية والأحزاب السياسية جاءت من المجتمع ،وهي التي ضللت المجتمع بأفكارها الوصولية تتزعم بشعارات جوفاء ،تلك الشعارات التي تخدمها بوسائل تقنية أي دينية والأخرى توجهات يسارية والأخرى توجهات أمازيغية وأخرى بتوجهات يمينية أو وسطية . كل هذا جاء ليغذي الفساد وليس من أجل الوطن والمواطنين ،يا لها من لعنة نزلت علينا ولا زالت تنزل علينا لعنة أجدادنا الذين قاوموا من أجل هذا الوطن لعنة آبائنا الذين استشهدوا من أجل هذا الوطن ولعنة الله علينا ستظل مستمرة إلى أن يزول هذا الفساد السياسي.نحن الآن في الألفية الثالثة فكيف يفكر شباب اليوم في مصلحة وطنهم وهم تعساء وكيف يفكر الأستاذ الجامعي والأستاذ الثانوي والأستاذ بالابتدائي ؟ نحن كآباء الدولة تأخذ منا ضرائب عن الدخل وضرائب عن السيارات والعقارات والشركات وكل هذه الضرائب تأخذها الدولة والدولة لم تقم بواجبها أي بإصلاح التعليم و الصحة و التكوين مع العلم نحن الآباء المسؤولين عن أولادنا نحن من ندرسهم ونصرف عنهم في التعليم وفي المستشفى، الدولة لم تفدنا في شيء بقدر ما استفادت منا ولم تدفع لنا شيء من الضرائب ولا تهتم بالمواطن المغربي ولا تفيده بشيء،سؤال يمكن طرحه أين تذهب ميزانية الدولة ؟ أين تذهب الضرائب؟ أريد إجابة عن هذه الأسئلة من لدن سيادة رئيس الحكومة بمناسبة رأس السنة الميلادية ،علينا أن نعرف أين تذهب ضرائبنا ومن يستفيد منها .