محمد تكناوي/ كلامكم
أكد سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بمراكش يوم الخميس 27 دجنبر 2018، أن منظومة التربية والتكوين تواصل تنزيل الإصلاح الشامل الذي يستمد مضمونه من الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 حيث شهدت الفترة الأخيرة إطلاق مجموعة من الاوراش الجوهرية لهذا الإصلاح العميق التي يمكن اعتبارها أسبقيات ومداخل للرفع من أداء المدرسة المغربية.
وأبرز امزازي خلال اجتماع فعاليات الدورة الثانية للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش أسفي برسم سنة 2018 ، الذي حضره والي الجهة قسي الحلو، ورئيس مجلس الجهة احمد اخشيشن و بعض عمال أقاليم الجهة، ورئيس مؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين يوسف البقالي ، ورئيس المجلس الجماعي بمراكش محمد العربي بلقايد وأعضاء المجلس الإداري للأكاديمية وعدد من من مسؤولي المصالح الخارجية، والهيئات المنتخبة وممثلي جمعيات الآباء ومؤسسات التعليم الأولي والتعليم المدرسي الخصوصي ، والمدراء الإقليميون للتعليم بالجهة، الاوراش المهيكلة التي تم الشروع في بلورتها كإطلاق برنامج وطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي في أفق تعميمه الشامل برسم الموسم الدراسي 2027-2028 وهو البرنامج الذي تمت ترجمته إلى مخططات جهوية تم الشروع في تنفيذها خلال هذا الموسم، وأيضا يضيف وزير التربية الوطنية تعزيز برامج الدعم الاجتماعي تفعيلا للتوجيهات الملكية من خلال الرفع من القيمة اليومية المخصصة للمطاعم والداخليات المدرسية وتوسيع نطاق الاستفادة منها، إطلاق برنامج لبناء 150 مدرسة جماعاتية في أفق 2021 وإعطاء دفعة لمجموعة من المشاريع المرتبطة بتطوير النموذج البيداغوجي.مع مواصلة تقوية الحكامة الجهوية للمنظومة وتعزيز صلاحيات الأكاديميات الجهوية وخاصة في مجال تدبير الموارد البشرية.
مختتما تدخله بالإشارة إلى فحوى الزيارة التي قادته إلى منطقة امليل مؤخرا بعد الأحداث الدامية التي كانت مسرحا لها ، وفي إطار تواصله يضيف الوزير مع ساكنة المنطقة واستجابة لمطالبهم تقرر إحداث ثانوية إعدادية بقرية شمهروش تم الشروع فعلا في الدراسات التقنية لها.
بدوره تطرق مولاي احمد الكريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش أسفي في عرضه إلى الاوراش المهيكلة التي طبعت الدخول المدرسي الحالي عبر رصد مجموعة من المؤشرات الكمية والنوعية والتي أعطت نظرة عن سيرورة وتطور المنظومة التربوية والتكوينية جهويا في مجالات العرض المدرسي والعمل البيداغوجي والحكامة، معرجا على الجهود المبذولة من مختلف البنيات التعليمية إقليميا وجهويا والتي مكنت من توسيع بنيات الاستقبال والرفع من الطاقة الاستيعابية للمؤسسات والارتقاء بمؤشرات التمدرس والحد من تزايد نسب الهدر والانقطاع المدرسيين وتوفير وتجويد خدمات الإيواء والإطعام مع ضمان ديمومة صيانتها والرفع من الاعتمادات المخصصة لمختلف مجالات الدعم الاجتماعي. كما استعرض مدير الأكاديمية في الشطر الثاني من تدخله إلى مخطط العمل الجهوي ومشروع الميزانية لسنة 2019.
وحرصت المناقشات والمداخلات التي أعقبت عرض سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية، وعرض مولاي أحمد الكريمي مدير الأكاديمية على الإشادة في البداية بالأجواء التي طبعت الدخول المدرسي لهذه السنة والتي تميزت بالانسيابية والسلاسة والتي عكست نجاعة الرؤية الاستيباقية والمنهجية المعتمدة من طرف المصالح المختصة بالأكاديمية وببنيانها الإقليمية ، معتبرة أنه رغم كون المنجزات مشجعة و نوعية المستجدات الهامة التي تم تحقيقها فهناك انتظارت وطموحات تدفع إلى الرفع من إيقاع العمل لتعزيز وتيرة الاوراش التي تمت مباشرتها ؛
كما عكست المناقشات مدى تشبع الوعي لدى أعضاء المجلس الإداري بالأهمية التي أضحت تشغلها الأكاديمية على مختلف المستويات التربوية والاجتماعية والاقتصادية، وأيضا إدراك حجم التحديات الحقيقية التي يجب مواجهتها، وبأهمية الرهانات التي يتعين كسبها خاصة في مجال تعميم والارتقاء بالتعليم الأولي وتوسيع الاستفادة من الدعم الاجتماعي وتحسين جودة الحياة المدرسية ومعالجة اشكالاتها البنيوية وتقوية الحكامة الجهوية، كما أبرزت المداخلات ترسخ القناعة بكون تأهيل وتجويد المنظومة التربية والتكوينية والتعليمية هو مسؤولية جماعية مشتركة ينبغي أن يمارسها كل فاعل ومتدخل تربوي وجمعوي وجماعي. وفي هذا الإطار يمكن إدراج مبادرة مجلس عمالة مراكش في تجهيز أزيد من 22 قسم للتعليم الأولي بالعالم القروي، والقيام بأشغال الدراسات التقنية الخاصة بتأهيل 55 مؤسسة تعليمية وربط مجموعة من المدارس بالكهرباء واقتناء 50 حافلة للنقل المدرسي لفائدة الجماعات المتواجدة بالوسط القروي وأيضا الدعم المادي الهام الذي خصصه مجلس جهة مراكش اسفي للمنظومة التعليمية بالجهة .