بقلم : عبد الله العداس
تكاد تتفق جميع تدوينات وسائل التواصل الاجتماعي على ان محرقة صخور الرحامنة ، كارثة انسانية ربما جاءت في وقتها لتعرية واقع النخب السياسية المحلية الهشة في منطقة هناك من يضعها في محور الرحامنة الشمالية التي تضم جماعات صنفت احداها من افقر الجماعات بالمغرب ذات يوم ، بينما تعيش جماعة اخرى موتها التنموي بعد ان كانت تعتمد على الصبار في مداخيلها بينما رئيسها يركب سيارة الجماعة من طراز الماني اخر موديل .
ان يحرق بائع الدجاج والبيض نفسه ، هو ورقة سياسية رابحة لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي الذي عاقب فيه ساكنة المنطقة حزب الجرار في الانتخابات البرلمانية السابقة وذهبت اصواتهم في اغلبها الى حزب العدالة والتنمية الذي خرج منها فائزا بمقعد في معقل البام ، وكانت اولى الاكراهات التي واجهت الفائز الاول عن حزب البام عبد اللطيف الزعيم ، كأول من اقدم على واقعة مشابهة خلفت ردود فعل متباينة -ومن غريب الصدف انها يحملان نفس الاسم .
صخور الرحامنة التي تنتمي اليها نديرة الكرماعي العامل السابق بوزارة الداخلية وعهد اليها الاشراف انذاك على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قدمت استقالتها ورحلت الى كندا، ربما لو قادها حظها العاثر وعادت لوجدت مغربا من القرون الوسطى يتحمل فيه المسؤولون المنتخبون كل مسؤولياتهم ، فلا اثر للمغرب الاخضر وشجرة الصبار انهكتها الحشرة القرمزية ومشاريع تربية النحل والرمان توقفت لأسباب غير معروفة وتحولت الصخور الى منطقة عبور وصداع في راس المسؤولين الترابيين وخاصة عامل الاقليم الذي تحول معها الى اطفائي بسبب مشاكلها التي لا تنتهي …
فهل هناك في الصخور ما يستحق هذا الفعل الشنيع يقول فاعل جمعوي لإحدى وسائل الاعلام الوطنية في زيارتها للمنطقة بعد الحادث …
صخور الرحامنة ستكون القشة التي ستقصم ظهر بعير الانتخابات الجماعية المقبلة وستتحول معها الى حلبة للمنافسة بين المؤتمر الوطني الاتحادي والتجمع الوطني للأحرار ، اما حزب البام فسيكون فيها منتخبوه اشبه بالايتام لانهم لن يجدوا اي حصيلة يدافعون بها عن انفسهم لان موت عبد اللطيف عرت ما تبقى من ورقة التوت عن مسيري الشأن المحلي ….