خاص/كلامكم
في إطار الانفتاح على المهرجان الدولي للفيلم في دورته السابعة عشر بمراكش، تلقت مجموعة من المؤسسات التعليمية توجيها من المديرية الاقليمية للتعليم لإيفاد المتعلمات والمتعلمين الى دور السينما قصد تتبع إحدى العروض المبرمجة من طرف القيمين على المهرجان صباح يوم الجمعة 7 دجنبر الماضي.
وحسب مصادر عليمة، فقد انتقل بالفعل المئات من تلاميذ المؤسسات التعليمية الابتدائية، من بعض جماعات الاقليم نحو دور السينما بالمدينة الحمراء، حيث كان بعضهم على موعد مع أحد الأفلام الأفغانية بعنوان: “المعيلة” the Breadwinner بفضاء قاعة الكوليزي.
ويحكي الفيلم المخصص لهؤلاء المتعلمين عن تفاصيل الحياة اليومية في أفغانستان خلال فترة حكم حركة طالبان، وما رافق ذلك من حرمان للفتاة من التمدرس، في سياق عام تميز بالتشدد الديني الذي عصف بهذا البلد في العقود الأخيرة.
وحسب مصادر كلامكم دائما، فقد استنكر الأساتذة المرافقون للمتعلمين ما احتواه الفيلم، المختار لهم، من مشاهد عنف مادي ورمزي، وخطاب يكرس النظرة السلبية حول الاسلام كدين حوار وتسامح، وحول القيمة الاعتبارية التي افردها للمرأة، ويسيئ لأهمية المدرسة داخل المجتمع، وصورتها كمؤسسة للتنشئة والتربية، وفضاء لتكريس القيم. وهو ما يثير التساؤل حول سماح المديرية الاقليمية بالزج بهؤلاء الأطفال الصغار إلى تتبع تلك المشاهد المليئة بالعنف، والتي لا تناسب مستواهم العمري والفكري.. خصوصا وأن أغلبهم من الجمهور الناشئ الذي لا يتجاوز عمره 6 إلى 11 سنة، ولا قدرة له على تمييز وتحليل الخطاب الذي تحاول مثل تلك الأفلام والمشاهد تمريره.. هذا في ظل توفر المديرية الاقليمية للتعليم على مصالح مختصة وأطر متخصصة في الجانب التربوي، ويفترض فيها أن تسهر على انتقاء ما يلائم النشء..
هذا وقد تقصت “كلامكم” حول الموضوع، لتكتشف تأكيد أغلب النقاد السينمائيين بأن فيلم “المعيلة” the Breadwinner، وإن كان من صنف الأفلام الكرتونية، فإنه غير متاح للأطفال ممن دون سن 13 من العمر. مما يحتم على المديرية الاقليمية للتعليم التحري حول دواعي اختياره لهذه الفئات العمرية.
