اف ب / توشيفومي يتامورا صورة لكارلوس غصن على شاشة كبيرة في طوكيو في 20 نوفمبر 2018
يعقد مجلس إدارة “نيسان” اجتماعا الخميس لإقالة رئيسه كارلوس غصن الموقوف في طوكيو بتهم تهرب ضريبي، في خطوة لم يكن من الممكن تصورها للرجل الذي أنقذ المجموعة اليابانية العلاقة لصناعة السيارات.
ويفترض أن يبدأ الاجتماع بعد ظهر الخميس في مقر المجموعة في يوكوهاما ضاحية العاصمة اليابانية، وسيستغرق حوالى ساعتين.
وسيقرر ستة رجال وامرأة واحدة في الاجتماع المغلق مصير الرئيس السابق لرينو-نيسان-ميتسوبيشي الذي انقلبت حياته فجأة عندما حطت طائرته في طوكيو.
والتزم غصن (64 عاما) الصمت منذ توقيفه في مركز للاحتجاز في طوكيو.
وتستعد “نيسان” المجموعة التي بدأت فيها سمعته كباني امبراطوريات في 1999، لتوجيه الضربة القاضية إليه عبر تجريده من لقب رئيس مجلس إدارتها.
وصرح مصدر قريب من الإدارة أنه ليس هناك أي سيناريو آخر مرجح. وقال إن “الاقتراح ما كان سيطرح للتصويت عليه لو كان هناك حد أدنى من الشكوك”.
وسيدير المناقشات الرئيس التنفيذي للمجموعة منذ نيسان/ابريل 2017 هيروتو سايكاوا. وسيتخذ القرار بعد ذلك برفع الأيدي. وتكفي أربعة أصوات لإقصاء رئيس مجلس الإدارة عن منصبه.
ويفترض أن يتم تعيين رئيس لمجلس الإدارة خلفا لغصن، وسيكون على الأرجح سايكاوا مساعده السابق الذي شن هجوما عنيفا مساء الاثنين على مرشده السابق.
وفي الوقت نفسه، تعقد النيابة مؤتمرا صحافيا، بينما تقوم بنشر وسائل الإعلام اليابانية مزيدا من المعلومات المتعلقة بقضية غصن.
– عملية دمج مطروحة؟ –
رسميا غصن الفرنسي اللبناني البرازيلي متهم بأنه قام مع شركاء “بتقليل دخله خمس مرات بين حزيران/يونيو 2011 وحزيران/يونيو 2015” معلنا عن مبلغ إجمالي بقيمة 4,9 مليار ين (حوالى 37 مليون يورو) بدلا من عشرة مليارات ين.
لكن يشتبه أيضا بأنه استغل ممتلكات اجتماعية حسب نتائج تحقيق داخلي أجرته “نيسان” في الأشهر الأخيرة.
وتنوي “ميتسوبيشي موتورز” أحد أطراف التحالف القوي لصناعة السيارات، “إقالة” رئيسها “بسرعة”. وقال ناطق باسم المجموعة إن مجلس إدارتها سيجتمع الأسبوع المقبل لهذا الهدف.
أما مجموعة “رينو” فتلتزم الحذر. وقد طلب مجلس إدارتها من “نيسان” أن تقوم “بتسليمه كل المعلومات التي بحوزتها في إطار التحقيقات الداخلية بشأن غصن”.
لكن رينو قالت إنها تقف إلى جانب مديرها التنفيذي رغم إعلانها عن تكليف مدير العمليات تييري بولوريه “موقتا” الإدارة التنفيذية للمجموعة “بالصلاحيات نفسها” التي يتمتع بها رئيس مجلس الإدارة.
وأعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الأربعاء إن “هذه القيادة تضمن حسن سير العمل لدى شركة رينو”. وأضاف بأن “قيادة رينو متينة لكنها موقتة” مؤكدا أنه سيلتقي نظيره الياباني الخميس لمناقشة “تمديد” التحالف.
وتحدثت الصحافة المحلية اليابانية نقلا عن مسؤولين في نيسان ان المجموعة تريد إعادة النظر في هيكلة التحالف وهو “شرط أساسي لكي تستمر” بحسب قول أحدهم.
وقالوا إن الهدف قد يكون إعادة النظر في توزيع الاسهم، إذ إن رينو تمتلك 43% من نيسان لكن الشركة اليابانية التي تتقدم على حليفتها في مجال رقم الاعمال لا تملك فيها سوى 15% من الاسهم وهو وضع يثير منذ فترة طويلة استياء في الارخبيل.
وذكرت الصحيفة الاقتصادية “نيكاي” نقلا عن مسؤول في نيسان ان كارلوس غصن كان يسعى الى دمج المجموعتين “ومن المحتمل أن تكون هناك خطة ملموسة جاهزة في الربيع المقبل”. لكن عملية الدمج هذه مرفوضة كما هو واضح من قبل سايكاوا.
وسبب توقيف غصن المفاجئ صدمة واسعة في قطاع صناعة السيارات في اليابان وخارجها، خصوصا أنه ينسب إليه النجاح في تغيير مصير تحالف نيسان-رينو-ميتسوبيشي.
وكان أسلوب حياته الباذخ يثير انتقادات في اليابان. فقد أفاد التلفزيون الياباني الرسمي “ان اتش كي” أن نيسان دفعت “أموالا هائلة” لتزويد غصن بمنازل فخمة في ريو دي جانيرو وبيروت وباريس وامستردام بدون “وجود أي مبرر مشروع يتعلق بالاعمال”.
المصدر: أ ف ب