قمة “أفريسيتي” بمراكش.. المنتخبون الأفارقة يبحثون دور الجماعات الترابية في الانتقال نحو مدن ومجالات ترابية مستدامة

قمة “أفريسيتي” بمراكش.. المنتخبون الأفارقة يبحثون دور الجماعات الترابية في الانتقال نحو مدن ومجالات ترابية مستدامة

- ‎فيسياسة
286
0

كلامكم/ ومع

 

 

يلتئم المنتخبون الأفارقة بمراكش بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية “أفريسيتي”، التي افتتحت أشغالها اليوم الثلاثاء، لبحث دور الجماعات الترابية في الانتقال نحو مدن ومجالات ترابية مستدامة.

وأكد وزير الداخلية، عبد الوافي الفتيت، في افتتاح القمة التي تنظم تحت شعار “الانتقال نحو مدن ومجالات ترابية مستدامة: دور الجماعات الترابية الإفريقية”، أن المملكة المغربية تضع تجربتها المغربية في مجال اللامركزية رهن إشارة جميع الدول والمنظمات، وأن هدفها المساهمة بشكل ملموس في بلورة منظومة للتعاون اللامركزي بين الجماعات الترابية المغربية ونظيراتها الإفريقية، في إطار مقاربة مندمجة لقضايا التنمية وفق الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يولي عناية خاصة للتضامن والتعاون الإفريقي.

واعتبر أن التعاون اللامركزي أصبح وسيلة ناجعة للحوار والتواصل بين المنتخبين والفاعلين المحليين، إذ يمكن من نسج علاقات متميزة وتبادل الخبرات والتجارب والاشتغال على قضايا تنموية تهم الساكنة في معيشها اليومي، خاصة وأن الجماعات الترابية هي المسؤولة عن تقديم خدمات القرب للساكنة.

وسجل الوزير أن المملكة عملت جاهدة على دعم هذا التوجه سواء في إطار الاتفاقيات الثنائية التي تجمع جماعاتها الترابية بنظيرتها الأجنبية، أو في سياق منظمات المدن والحكومات المحلية الإفريقية، وهو ما يتوافق مع الجهود المبذولة على المستوى المركزي من خلال المشاريع المهيكلة للتعاون والشراكة مع العديد من الدول الإفريقية لدعم النمو المدر لخلق الثروة وفرص الشغل وتعزيز التنمية البشرية.

في السياق ذاته، أشارت السيدة سوهام الورداني، رئيسة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا، إلى أن قمة “أفريسيتي” نجحت في رهان عقد اجتماعاتها مرة كل ثلاث سنوات مع تزايد الحضور على مر السنين، وهو ما يجسد التزام كل الاطراف المعنية بالتنمية المستدامة المدن والحواضر.

وقالت السيدة الورداني إن قمة مراكش هي قمة النضج بعد تكريس إفريقيا خلال القمة العالمي للمدن ببوغوتا، مضيفة أن القمة “توفر فضاء مفتوحا ومفيدا للتفكير والتداول حول حقائق بسيطة، لكنها قوية”.

وحسب رئيسة اتحاد المدن والحكومات المحلية بإفريقيا، يتعين إيجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها المدن الإفريقية بإفريقيا، وخاصة على مستوى الجماعات الترابية الإفريقية، منوهة بأن “الانتقال إلى طريق تنمية أكثر استدامة أصبح ضرورة وجودية”.

وأشارت إلى ان “إفريقيا التي نريدها هي إفريقيا التي تدير ظهرها إلى الممارسات البيئية غير المسؤولة وغير العادلة اجتماعيا”.

من جهته، اعتبر الأمين العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا، جون بيير إيلونغ مباسي، أن “إفريقيا المحلية تجسد مستقبل إفريقيا التي نريدها”، إفريقيا متقدمة ومزدهرة.

واعتبر السيد مباسي، الذي أعرب عن شكره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على تفضل جلالته بمنح رعايته السامية لهذا الموعد الإفريقي الذي يشكل علامة على الالتزام والدعم، أن “قمة أفريسيتي بمراكش تمنحنا الفرصة لرسم معالم مستقبلنا ودعوة العالم لبناء مستقبل مستدام لنا جميعا”.

ولاحظ الأمين العام أن الدورة الثامنة لقمة أفريسيتي، التي تحتفل بالذكرى العشرين لانطلاق هذه المبادرة المحلية المشتركة، ستكون علامة فارقة في مستقبل الجماعات الترابية الإفريقية.

من جهته، اعتبر السيد مفاو بانكس تاو، رئيس المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة، ان قمة أفريسيتي 2018 تشكل ارضية للحوار الإفريقي من أجل بحث كافة السبل الكفيلة بالاستجابة للتحديات المعقدة التي تواجهها القارة الإفريقية، خاصة على مستوى الهجرة والمناخ والثورة الصناعية.

وقال إن هذه التحديات تعتبر مهمة على أكثر من مستوى، خاصة بالنسبة لمستقبل القارة الإفريقية والعالم بأسره، معتبرا أن المدن الإفريقية يتعين أن تضع حلولا خلاقة لرفع هذه التحديات ومنح الفرصة للمشاركة.

واعتبر أن من بين المعايير المحددة، بهذا الصدد، تجديد الأنظمة المالية لفائدة كل مدينة وحكومة محلية، داعيا “لوضع أدوات كفيلة بمنح المدن الموارد المالية لتحقيق تطورها”.

وسجل أن “إحداث صندوق لدعم الاستثمارات بالمدن الإفريقية سيكون مبادرة رائعة بهذا الصدد”، معربا عن استعداد منظمته لمواكبة المدن والحكومات المحلية في جهودها نحو التنمية.

من جانبه، اعتبر رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، محمد بودرا، أن القمة تتناول موضوعا مهما وراهنيا يتعلق بالتنمية المستدامة في علاقته بالمدن والجماعات الترابية، موضحا أن “قضايا الجماعات الترابية بإفريقيا في عمقها متشابهة، رغم تعدد المجالات والتجارب، لذلك فالتحدي الذي يواجهنا يجب حل معضلاته من منطلق جماعي”.

وأضاف أن “المدن والجماعات الترابية تواجه تحديات كبرى، بالنظر إلى النمو السكاني والتوسع العمراني والنشاط الاقتصادي، ما يطرح بحدة مسألة إرساء الإنصاف والمساواة والتماسك الاجتماعي والاستدامة والعدالة الاجتماعية، وتوفير السكن اللائق والملائم، وتوفير الخدمات الأساسية المناسبة”، مبرزا أن التخطيط للتنمية ، بالنظر إلى صعوبات التنبؤ بالمستقبل بسبب منظومة العولمة، أصبح اجتهادا توقعيا، يجانب في كثير من الحالات الأهداف المتوخاة، سيما في ظل ضعف ومحدودية الوسائل والإمكانيات لدى مجالس المدن والجماعات الترابية بإفريقيا.

وإدراكا منها لما يتطلبه إنجاح الانتقال نحو مدن ومناطق مستدامة وضرورة العمل المشترك، خاصة على المستوى الإفريقي، أعرب السيد بودرا عن استعداد الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات لتقوية العمل المشترك وتبادل التجارب مع الأشقاء حول قضايا التنمية.

ومن جهته، اعتبر رئيس جمعية الجهات المغربية السيد امحند العنصر أن استضافة المغرب للمرة الثانية لأشغال هذه القمة يجسد تعلق المملكة وإيمانها الراسخ بحتمية إعطاء دفعة قوية للتعاون جنوب – جنوب وتعزيز العلاقات التي تربط المغرب مع أشقائه الأفارقة على جميع المستويات، تحقيقا للتنمية المستدامة المنشودة.

واستطرد قائلا أن تحقيق التنمية المستدامة، التي تعد موضوعا محوريا في أشغال هذه القمة، رهين بتفعيل الحكامة الترابية باعتبارها مدخلا لتحقيق التنمية المجالية، مبرزا أن هذه القمة ستشكل فضاء للتبادل والتشاور وتقاسم المعارف لإغناء التجارب، معربا في الوقت ذاته عن الأمل في أن تكون مخرجات هذه القمة في مستوى التطلعات المعبر عنها على المستوى الإفريقي.

أما عمدة مدينة مراكش، محمد العربي بلقايد ، فأعرب عن ارتياحه لاحتضان مراكش، مرة أخرى، لهذا الحدث القاري الكبير، معربا عن طموحه في أن تكون المدينة الحمراء عاصمة للثقافة الإفريقية لسنة 2020 لإحياء الروابط الثقافية التي تجمع بين الشعوب الإفريقية، ملتمسا دعم ممثلي الهيئات الحاضرة في قمة 2018 لهذا المسعى الطموح.

و من جهته، اعتبر نائب عمدة مدينة يوكوهاما اليابانية، كازومي كوباياشي، أن مدينته تنظر للقارة الإفريقية كشريك من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدا أهمية تطوير كفاءات وطاقات العنصر البشري الذي يعتبر حجر الزاوية في مجال التنمية الشمولية، بهدف تحقيق الأهداف المنشودة.

وأشار إلى أن مدينة يوكوهاما، التي استقبلت السنة الماضية أكثر من 100 إطار افريقي للاطلاع على التجربة اليابانية في مجال التنمية، على استعداد للاندماج في جميع المشاريع والأوراش التنموية في افريقيا.

وعقب الجلسة الافتتاحية لقمة “أفرسيتي 2018″، تم افتتاح المعرض الدولي للمدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا.

ويشكل المعرض، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة انعقاد قمة “أفرسيتي 2018″، فرصة فريدة للسوق الإفريقي للحكومات المحلية، الذي يوفر فرصا حقيقية تجلبها آلاف المشاريع الاستثمارية التي يتم تقديمها سنويا،

يوفر هذا المعرض للمشغلين الاقتصاديين والصناعيين والماليين والمؤسساتيين فرصة لتقييم خبرتهم ومعداتهم ومنتجاتهم، وهندستهم وخدماتهم المتخصصة، وإقامة علاقات تجارية مع العديد من صناع القرار العموميين والمؤسساتيين الأفارقة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت