نورالدين بازين/ كلامكم
يبدو ان شعار وزير التربية الوطنية أمزازي ” مدرسة المواطنة” سيقى حبرا على ورق على اعتاب المديرية الإقليمية للتعليم بمدينة مراكش.
ففي الوقت الذي كثفت فيه الاجتماعات المارطونية واستنفرت جميع القطاعات ذات العلاقة بهذا القطاع الحيوي، من اجل ضمان انطلاق الدراسة في موعدها المحدد في خامس شتنبر بجميع الاسلاك، لازالت الأمور تراوح مكانها بمديرية بحجم مراكش. فالزائر لفضاء هذه المديرية يستنتج أنها تعيش موتا سريريا على كافة المستويات في ظل غياب رؤساء جميع المصالح: موارد بشرية ، شؤون تربوية، وتخطيط وحياة مدرسية..ناهيك عن غياب إرادة ورؤية واضحة لحل مشاكل المواطنين والتلاميذ بالمدينة الحمراء، و الذي يتجلى من حجم المرتفقين والمرتفقات ممن يرابط على أبواب هذه المصالح المغلقة في انتظار حل لن يأتي في الغالب.
وبحسب مصادر مهتمة بالشان التعليمي بجهة مراكش آسفي، فالاستعداد للموسم الدراسي ليس في لحظة معينة أو مؤقتة، بل هو رؤية واستعداد قبلي( كما فعل الوزير السابق محمد حصاد)، بايجاد الأطر المناسبة القادرة على تطبيق شعار المواطنة والاستجابة لمشاكل المواطنات والمواطنين وايجاد الفصول الدراسية للتلميذات والتلاميذ بعيدا عن الحلول الترقيعية والوعود المؤقتة.
وأفادت ذات المصادر أنه “لعل ما تعانيه هذه المديرية تحديدا ليس وليد هذا الموسم بقدر ماهو عرف دأبت عليه منذ سنوات، ومنذ افتقادها للكاريزما التدبيرية القادرة على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، بعيدا عن الركون إلى سماعات الهاتف وانتظار التعليمات الفوقية”.
فالمتتبع للدخول المدرسي بالمدينة الحمراء منذ الموسم الفارط، يستنتج بما لا يدع مجالا للشك، بأن التعثر في التدبير هو السمة الغالبة … من خلال دخول مدرسي معاق لا يرقى إلى تطلعات الآباء وأولياء التلاميذ وإلى الرؤية الجديدة لأعلى سلطة في البلاد، والتي ما فتئت تذكر وتنبه لمآل المنظومة وآفاقها على مستقبل التلميذات والتلاميذ من خلال حق الولوج العادل والمنصف القائم على المساواة إلى المدرسة لجميع الأبناء -المواطين- ممن يستحقون الاستفادة من تعليم جيد جاذب .
ولعل جولة قصيرة بين المؤسسات التعليمية بجميع مقاطعات المدينة تخالف هذه الرؤية، فإلى حدود الساعة لازالت العديد من المؤسسات تعيش ارتباكا ملحوظا على مستوى التنظيم التربوي وتدبير الزمن المدرسي وتجهيز الفضاءات المدرسية، كما هو الحال بجماعات تسلطانت وحربيل والويدان ولوداية والسعادة والمنارة وجليز وسيدي يوسف بن علي… حيث الاكتظاظ المهول في ظل غياب الحجرات الدراسية (مدرسة العزوزية ) والارتكان إلى حل المشكل على حساب الزمن المدرسي للمتعلمين بتقليص ساعات الدراسة إلى مستويات قياسية ( ثلاث ساعات في اليوم) ، كما هو الحال بجماعة حربيل نموذجا ( م م مسعود) وجماعة تسلطانت …ناهيك عن التأخر الملحوظ في تسجيل التلاميذ بسلك الباكالوريا ( الزرقطوني، ابن تومرت..)، بل تركهم ككرة يتلاوحها بعض المسؤولين في تنصل تام من شعار (المواطنة)، كما يحدث بين ثانوية الخوارزمي واعدادية المختار السوسي ، حيث لا يزال التلاميذ وأولياء أمورهم تائهين بين المديرية الاقليمية وادارتي المؤستبين المذكورتين. وحيث لازالت ملحقة أبي حيان التوحيدي ( الابتدائية في الأصل) مغلقة في وجه المتمدرسين والأساتذة لأسباب مجهولة، رغم توصل الأساتذة بجداول حصصهم للتدريس بها. ويحدث كل هذا في ظل النقص الحاد في الأطر الإدارية و التربوية، إذ لاتزال أغلب المؤسسات بدون حراس عاميين ونظار ، بل وإن توفر حارس عام فإنه يكلف بجميع المتمدرسين وبكل الاختصاصات. هذا دون الحديث عن الخصاص المهول في بعض التخصصات مما أدى إلى إثقال كاهل هيئة التدريس بجداول حصص تفوق الساعات القانونية وخاصة بالأقسام الإشهادية.
فعن أي شعار أو مواطنة أو جودة نتحدث بالحاضرة المتجددة.