عبد الرحيم الضاقية/كلامكم
يقف المتتبع للشأن العام مشدوها أمام بعض ظواهر اللامبالاة التي يتميز بها المسؤولون عن الشأن العام حين يطلع على مثل هذه النازلة التي سوف نقدم اليوم ويتعلق بمكتبة سيدي يوسف بن علي والتي اكتمل بناؤها وتجهيزها من المال العام منذ مدة ،
وقد حضيت هذه المعلمة بزيارة الوالي السابق، حيث فتحت أبوابها لنصف يوم لتعود إلى صمتها وموتها المبرمج والبطيء، دون أن تفتح في وجه طلاب العلم من كل فئات الحي .
تعود القصة إلى سنين خلت، حيث تمت برمجة مكتبة على الشارع الرئيسي للحي وغير بعيد عن مقر جهة مراكش أسفي ، وقد استبشر السكان من كل الفئات خيرا بهذا الصرح الثقافي الذي سوف يرفع العزلة والتهميش المعرفي عن حي لا تتداول وسائل الإعلام أخباره إلا مقترنة بالجرائم والسرقات واحتلال الملك العام والبناء العشوائي .
وفي المقابل نجد أن هذا الحي يضم نسبة هامة من الشباب المتمدرس والذي يتابع دراسته في المعاهد العليا والجامعة ويضطر للتنقل للمكامن الوثائقية بعيدا عن مقرات سكنه ، كما يحيط بالمكتبة حزام من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية يحتاج مرتادوها لفضاء وثائقي ومكتبي .
ومن الغرائب أن هناك من تلاميذ/ات الحي من أنهى مساره التعليمي ولم يلج قط فضاء المكتبة ولا تتعدى علاقته بالكتب المقررات الدراسية والكراسات والدفاتر التي يتخلص منها في نهاية الموسم الدراسي . قد لا يبدو غريبا أن تنتشر كل مظاهر التهميش والسلوكات اللامدنية في مقاطعة أغلقت أبواب مكتبتها الوحيدة في وجه شبابها لتفتح أمامهم/ن أبواب مظلمة من المخدرات ومقرات القمار وإمكانيات الانحراف .
كما أن بعض المؤسسات الخصوصية في المنطقة تبرم شراكات مع مكتبات خارج المقاطعة من أجل الاستفادة من الفضاء الوثائقي الذي أصبح اليوم مكانا ليس فقط للمطالعة بل فضاء لتقديم دروس موثقة ومتفاعلة مع الكتاب .
نتمنى صادقين أن يطلق سراح الكتاب والقصة والمرجع والقاموس… في أزقة ودروب حي سيدي يوسف بن علي كي تتفتح ألف زهرة وزهرة .