سري . والي مراكش يعقد اجتماعا مع المنتخبين ومدراء المصالح الخارجية وخبراء في ميدان تراث المدينة العتيقة

سري . والي مراكش يعقد اجتماعا مع المنتخبين ومدراء المصالح الخارجية وخبراء في ميدان تراث المدينة العتيقة

- ‎فيفي الواجهة
516
0

 

نورالدين بازين/ كلامكم/ خاص

التأم، قبل أيام قليلة، بمقر ولاية جهة مراكش، أزيد من 80 شخصا يترأسهم والي جهة مراكش آسفي، محمد صبري ورئيس الجهة ، احمد خشيشن، ورئيس المجلس الجماعي مراكش العربي بلقايد ونائبه رئيس مقاطعة مراكش المدينة، يونس بن سليمان ورئيس مجلس بلدية المشور، فؤاد الحوري والمدير العام لمؤسسة العمران بالجهة ومدير الوكالة الحضرية مراكش، بالإضافة إلى مجموعة من الاداريين والمسؤولين على انجاز مختلف المشاريع الخاصة بتثمين وتأهيل المدينة العتيقة بما فيها الحاضرة المتجددة ومسار سبعة رجال والمسار السياحي.

كما حضر المهندسون الخواص الذين أوكل اليهم مهمة انجاز هذه المشاريع . والجديد الذي أثاره اللقاء هو حضور ثلة من الخبراء يمثلون المجتمع المدني والعرفا ورئيس هيئة المهندسين المعماريين .

ولوحظ أنه جمع غير مسبوق، من أجل عرض المشاريع المختلفة والمتعددة التي خصص لها أضخم غلاف مالي الذي عرفته المدينة القديمة بمراكش منذ قرن من الزمن حدد غلافه المالي في 500 مليون درهم أي 50 مليار سنتيم بفضل إهتمام الرعاية الملكية.

وعلمت ” كلامكم” أن الرؤية التشاركية الاندماجية محليا قد حضرت للمرة الأولى في الاجتماع المذكور، وكان حريا أن تكون هذه الرؤية هي القاعدة منذ بلورة المشاريع، بل وقبل انطلاقها منذ 2014، لأن المجتمع المدني اشتغل مدة عقود في هذا المجال وله خبرة واسعة، وهو المقصود الأول بهذه المشاريع، للكشف عن أهمية التراث وأسبقية النموذج العمراني لمدينة مراكش ، وفي مرحلة لاحقة تفهيم هذا التراث وتثمينه.

ويذكر أن الملك محمد السادس، كان قد اعطى انطلاقة مشروع مراكش الحاضرة المتجددة يوم 6 يناير 2014، وزار المدينة القديمة مرات متعددة ما بين دجنبر 2016 و يناير 2017 للوقوف شخصيا على تفاصيل هذه المشاريع، واعطاء انطلاقة مشاريع أخرى ، كمتحف دار الباشا ( الحي المائت) ومدرسة ابن يوسف ..

كما ان الاشراف الملكي على توقيع اتفاقيات تثمين وتأهيل مراكش العتيقة الذي كان يوم 14 مايو بالقصر الملكي بالرباط، وحضرته كل الجهات المعنية لها صلة بمطلب إعادة الاعتبار للمدينة العتيقة بنظرة ملكية اندماجية تسهم فيها الادارة والمجتمع المدني على حد سواء .

للإشارة فقد أسهمت سلالات من جمعيات المجتمع المدني والشخصيات العلمية والأدبية والفنية في إبراز الشأن الحضاري للمدينة منذ 1985، وهي السنة التي أعلن فيها مراكش تراثا عالميا من قبل اليونيسكو .

ولابد من التذكير أن دار الباشا قبل أن تغلق أبوابها في وجه المثقفين والفنانين قد أدت دورا طلائعيا وتاريخيا لنصرة هذا التراث .فلما كان المرحوم الاستاذ حسن الجندي مندوبا لوزارة الثقافة تميزت فترته على المستوى الوطني باحتضان تيارا ثقافيا قويا ومتعدد المشارب ، دافع من خلاله عن التراث ووظفه وأعلى من شأنه لمدة سنين، وتميزت فترة التسعينات التي شهدت الترميم النموذجي لمنار الكتبيين بإشراف من جمعية الأطلس الكبير آنذاك، حضورا قويا للجمعيات المسرحية وفنون الخط وجمعيات فن الملحون وطرب الآلة الأندلسية وديوان الأدب، وبدار الباشا كذلك تبلورت فكرة التراث الشفوي اللامادي التي ستعرف نجاحا منقطع النظير بعد أن تبنتها منظمة اليونيسكو سنة 1997، كما اتسم هذا التيار بالإحياء العلمي الكاشف عن الجذور المعرفية والفكرية للتراث الروحي والصوفي للمغرب.

وإذا كانت هذه العودة القوية للاهتمام بالتراث المبني والتراث غير المادي لمدينة مراكش هذه الأيام، فلا شك أن ذلك مرده لأجيال من الرواد و لهذا التيار العملي الذي وضع أسس الفكرة منذ التسعينات، وذلك قبل موجة الأجانب وامتلاكهم الرياضات والمنازل الجديرة بالاعتبار حسب معاييرهم بالمدينة القديمة.

وإذا ما كان استدعاء شخصيات من المجتمع المدني من ذوي الاختصاص لهذا اللقاء الولائي، فهو منحى له مشروعيته ولا محيد عنه في المستقبل. ومن القرارات الهامة التي ترتبت عن هذا الاجتماع اتفاق جميع الفرقاء على انشاء لجنة للخبراء تستشار في إنجاز المشاريع بل وما تبقى منها من الإنجاز ، لأن تقنية التقنيين لا تكفي ولأن الرؤية السليمة الجيدة لابد لها من اشراك الخبراء من خارج الإطار الإداري الرسمي، حتى تتظافر الجهود ويحصل التوافق . مع العلم أن هذا القرار لم يفعل بعد.

وفي معرض تقديم المشاريع أقدم الوالي محمد صبري، على عدم رضاه عن ذلك الخطأ المهني المعماري بساحة ابن يوسف الذي كانت ل”كلامكم” قد أثارته من قبل. ونبهنا الى اختلالاته المعمارية واختياراته الفنية ، حيث أن مديرية الثقافة أقدمت على استعمال الإسمنت المقوى بالحديد في منطقة لها حرمة تراثية وتاريخية على بعد أمتار من القبة المرابطية، وأمر الوالي بأن يتم هدم البناء الكريه المنظر اعترافا بالخطأ وتداركه.

ونهيب بالمدير الجهوي للثقافة الذي اتهمنا بنشر المغالطات وقال ” الأمر يتعلق بمشروع ترميم القبة المرابطية الذي تشرف عليه المحافظة الجهوية ضمن مشاريع الحاضرة المتجددة لمراكش” مضيفا في بلاغه  ” أن السور والباب المحيطان بهذه البناية التاريخية اللذان يشير اليهما المقال هما بنايتان مستحدثتان ولا تمتان بأي صلة للبناية التاريخية، بل هما أصلا مبنيان بالاسمنت، وبالتالي فإن أشغال إصلاحهما ليست لها أي علاقة بمجال الترميم واستعمال المواد التقليدية، وأشار ” أن المديرية الجهوية للثقافة -مراكش أسفي- تبقى رهن إشارة وسائل الاعلام للمزيد من المعطيات والاضاءات حرصا على دقة وقداسة الخبر” .

( نهيب  به ) لدقة وقداسة الخبر منا كجريدة تحترم قراءها وتنويرا للرأي العام المراكشي  ، بأن يباشر أعمال هدم هذا الخطأ المقترف . فكان حريا به كما قلنا بأن يفتح مباراة بين المهندسين المعماريين والخبراء العمرانيين والمؤرخين ليتنافسوا على أحسن مشروع لبناء السياج الحائط بالقبة المرابطية . وذلك عناية بهذه المعلمة الفريدة الطراز بمراكش .

هكذا يمكن لمراكش أن تبرهن أنها فهمت تراثها وعاملته بالحسنى وبالدراية والمعرفة، وإلا فلا جدوى من هدر المال العام الذي يقدر بالملايير .

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت