عبد الرحيم الضاقية
في إطار البرنامج الوطني ” مهاراتي ” الذي يعد ثمرة تعاون بين وزارة التربية الوطنية ومنظمة يونيسيف تم عقد لقاء بالرباط على مدى يومي 28 و29 ماي 2018 من تنظيم مديرية المناهج ، من أجل الاستئناس بتجربة عربية في مجال المهارات الحياتية و تقاسم اجتهادات الفرق الجهوية على مستوى الأكاديميات الأربع التي شملها التجريب ( الشرق – طنجة تطوان – مراكش أسفي – سوس ماسة ) ووضع تصور موحد لشبكة المهارات الحياتية المدمجة في المواد الدراسية المستهدفة ( اللغة العربية – اللغة الفرنسية – الرياضيات – علوم الحياة والأرض – العلوم الفيزيائية – التربية البدنية – الاجتماعيات – التربية الإسلامية – التربية الفنية ) .
وقد افتتح اللقاء من طرف د. فؤاد شفيقي مدير المناهج بكلمة توجيهية ذكر من خلالها بمسار المشروع منذ دجنبر 2017 ومختلف اللقاءات الجهوية المعقودة في الجهات السالفة الذكر . كما نوه بالرصيد المنتج على مستوى الفرق الجهوية كما أطر العملية برمتها في إطار مشاريع الرؤية الاستراتيجية ( 2015/2030) ولاسيما منها تطوير النموذج البيداغوجي . ووقف على الفرصة التي يتيحها مشروع مهاراتي من أجل تطوير قدرات ومهارات المدرسين/ات من أجل تطوير مقارباتهم الصفية على مستوى كل تخصص على حدة . وحاول مدير المناهج ربط مختلف الاصلاحات البيداغوجية منذ 2002 على مستوى إنتاج العدد التي يتم الاشتغال بها حتى الآن . كما أبرز النفس التشاركي الجيد الذي طبع المرحلة السابقة من المشروع والروح التعاونية والانخراط التي أبداه المتدخلون/ات المؤسسيون على مستوى الجهات وضمنها المديريات الاقليمية ثم الأساتذة/ات أعضاء اللجان ، للوصول بالمشروع إلى نشاطات صفية ولاصفية كذلك .
وبعد ذلك انفتحت الندوة الوطنية على تجربة دولة فلسطين من خلال مساهمة كل من الدكتور أسامة ميمي مدير وحدة الإبداع في التعليم التابعة لجامعة بيرزيت . وقد بسط الخبير الفلسطيني تجربة بناء ” لبنات التعلم” (الجذاذات ) كآلية عملية تساهم في الانطلاق من الغرفة الصفية والمعلم من أجل الوصول إلى التعلم الفعال المنفتح على التكنولوجيا عبر منصة التقاسم الموجودة في طور البناء . كما أشار إلى أن بناء لبنات التعلم تحكمها مبادئ أهمها تكاملية المعرفة ،وتحقيق أهداف المنهاج ، والربط بالحياة اليومية والمجاورة مع الكتاب المدرسي ثم دمج المهارات الحياتية ضمن مسارات التعلم ، كل ذلك ضمن السياق الفلسطيني المتميز بالحصار وضعف التمويل وإكراهات التكلفة والاستمرارية . في نفس الاتجاه سارت مداخلة ذ.عاهد عياش مسؤول البرامج بوزارة التربية الفلسطينية الذي ذكر أولا بمنهجية إعادة النظر في البرامج والمناهج الذي طالت المنهاج الفلسطيني خلال سنة 2017 ، مذكرا بالمبادئ التي حكمته في سبيل الجودة والفاعلية والتكيف مع الواقع الفلسطيني . ونوه بتجربة توفير لبنات التعلم ( جذاذات جاهزة) للمعلم الفلسطيني ومدى فاعليتها في الرفع من جودة التعلمات والتأسيس للمهارات الحياتية ضمنها . ثم انتقل الحاضرون/ات إلى تقاسم أشغال الفرق الجهوية والتي تكلف بها رؤساء الأقسام التربوية في الأكاديميات الأربع . في الفترة الزوالية انقسمت القاعة إلى ورشات تخصصية من أجل توحيد وعرض الجذاذات المنتجة في المواد التسع المعنية. وفي اليوم الموالي استمرت أشغال اللجان التخصصية في وضع التصور الذي سوف يحكم المرحلة المقبلة من المشروع على مستوى ضبط العدة التنظيمية والتربوية وقد أخذ الخبيران الفلسطينيات المبادرة للاحتكاك عن قرب بالورشات عارضين وجهات نظرهم على المشاركين/ان ومستفيدين من التجربة الوطنية على سبيل المقارنة مما تم استحسانه من الجميع . وكانت الجلسة الختامية التي عقدت ظهر يوم 29 ماي 2018 مناسبة لعروض خاصة بكل المواد المعنية حيث تم التركيز على المعطيات المشتركة والخلافية بين الفرق كما تم وضع تصورات لعمل الفرق في الفترة الممتدة بين شتنبر ودجنبر 2018 . وفي كلمته الختامية أثنى مدير المناهج على الروح التعاونية التي طبعت الأعمال واستلهم التجربة الفلسطينية للاستفادة من بعض نقط قوتها مثل الصرامة المنهجية في التصديق على الجذاذات مقترحا إحداث لجنة لقراءة مختلف الأعمال ، وضرورة التفكير في آليات دمج المهارت الحياتية دون إقحام تعسفي داخل الأنشطة التعلمية ، ووجوب التفكير في منصة أو بوابة للتقاسم المفتوح من أجل تجويد المنتوج . كما نوه الخبيران الفلسطينيان بقيمة وجودة الأعمال المقدمة ودرجة الخبرة المغربية على مستوى بناء المناهج ، وطرق العمل المبتكرة . يذكر أن اليومان الدراسيان حضرهما ممثلي مديريات التقويم والحياة المدرسية وممثلي منظمة اليونيسيف على المستوى الوطني و الجهوي ومسؤولة البرامج في سفارة انجلترا بالرباط ورئيس اللجنة المركزية لحقوق الإنسان . وقد سهل وسير أشغال اللجان والورشات بمهنية عالية ذ .أنور البوكيلي رئيس مصلحة بمديرية المناهج .