ماقام به الحموشي يوم السبت الماضي وهو يستقبل صاحب « التريبورتور » الذي تسبب في توقيف ضابط أمن عمل بطولي بامتياز.
لم يجبر أحد الحموشي على هذا الاستقبال، هو من تلقاء نفسه، ومن قلب فهمه للتعليمات الملكية في هذا المجال بضرورة احترام المواطن المغربي، قرر أن يصنع هذا الحدث النبيل، وأن يجعل المدير العام للأمن الوطني شخصيا يعتذر لمواطن بسيط على فعل قام به موظف منتسب لأسلاك الأمن الوطني، لأن المدير رأي في هذا الفعل مساسا بروح المواطنة السليمة التي يجب أن نكون جميعا مؤمنين بها
كل بلاغات الكون، وكل خطب الدنيا، وكل الشعارات التي نرفعها هنا وهناك لم تكن لتقول بنفس البلاغة وبنفس القوة الرسالة التي أوصلها الحموشي إلى المغاربة كلهم يوم السبت: رسالة مفادها أن ملك البلاد واضح تماما في تعليماته للمسؤولين الذين يعينهم وفي مقدمتهم الحموشي: كرامة المغربي وكرامة المغربية من كرامة ملك البلاد، وليس ممكنا في مغرب 2018 أن نتقبل إهانة لمواطن مغربي وسبا لوالديه وتقريعا له بساقط القول إذ لا مكان لهاته التصرفات بيننا
هل وصلت الرسالة؟
نعم وصلت بأفضل طريقة ممكنة، ومثلما قلناها عن أستاذ خريبكة ورفضنا عنفه على التلميذة بأي تبرير من التبريرات الواهية التي لاتستقيم، نقولها عن ضابط الأمن اليوم: ليس مقبولا أن تسب مواطنا بسيطا وأن تشتم والديه. إذا كان مخالفا حرر مخالفتك له وفق احترام القانون والأخلاق، أما استعمال الكلمات النابية والعنف اللفظي فليس من المروءة في شيء، خصوصا عندما تكون مرتديا لزي نظامي عليك أن تحترمه أيما احتراما
ذلك السبت كان ذا رسالة مغربية نبيلة فعلا، شكرا للمغرب الذي صنعها وعساها تجد الآذان المستمعة، والعقول المستوعبة لأجل إكمال المسير.
عن أحداث أنفو
