“الفقية لي نستناو براكتو دخل جامع ببلغتو..”
مثل قد يسري فيما يحدث الآن في ترميم قبة المرابطين الأثرية بالمدينة القديمة بمراكش، فبماشرة بعد اللقاء التاريخي لجلالة الملك محمد السادس بالرباط قبل أسبوع، وتوقيع اتفاقية في إطار برنامج “مراكش الحاضرة المتجددة ” المدينة الحمراء، حيث تستفيد من عدة مشاريع تهم معالجة أكثر من 4 آلاف من الدور الآيلة للسقوط وتأهيل أحياء الملاح والزرايب وقبور الشهدا، أقدمت وزارة الثقافة على استعمال قضبان الحديد في ساحة ابن يوسف قبالة الجامع الأعظم، والأدهى في ذلك استعماله في مدخل من أقدم الآثار من عهد المرابطين وهي القبة المرابطية.
وقال متتبعون للشأن العمراني للمدينة،أنه بدل أن تعطي وزارة الثقافة المثل ويقتدى بها في مثل هذه الترميمات والإصلاحات، من خلال ترميم نموذجي باستعمال المواد الأصلية والاعتماد على أطرها السامية والمهتمة بالتراث، يتم تعطيلهم والاعتماد على عمال عاديين لا يفقهون في ترميم التراث شيء.
وطالب هؤلاء المهتمون أنه إذا ارادت وزارة الثقافة أن تبقي ماء وجهها صافيا، عليها عاجلا أن توقف هذه الأشغال ” الكريهة” في حق معلمة تاريخية القبة المرابطية، معتبرة أن الأشغال السارية اليوم ليس فيها حس جمالي وتنعدم فيها المروءة وعدم احترام أهل مراكش، موضحين أن ( الجير ) والأجور الترابي لم ينعدما من مدينة سبعة رجال، وأن هناك بنائيين على الشاكلة القديمة لم ينقرضوا ، وأن وزارة الثقافة تضم موظفين أطر منهم بناؤون وجباصون من خيرة المعلمين.
وتساءل هؤلاء حول لجوء الوزارة إلى استعمال مواد حديثة كالخرسانة وقضبان الحديد ولبنات الخشنة في موقع ذو حرم تراثي، مؤكدين أنه لو كانت مدينة مراكش تتوفر على مؤسسة قوية وذات مصداقية تؤطر وتوجه وتراقب أعمال الترميم كوكالة انقاذ فاس التي نجحت إلى حد كبير من تحكيم معايير معتمدة ومنصوص عليها في المواثيق الدولية والتي وقعها المغرب.