شكل مهرجان “روابط الرحامنة” الذي اختتمت فعالياته مساء أمس الأحد بمدينة بنجرير تحت شعار”الرحامنة والصحراء المغربية، أصول مشتركة”، فرصة لتعزيز الروابط التاريخية واستحضار الأصول المشتركة بين القبائل الصحراوية والرحامنة .
يشكل مهرجان “روابط الرحامنة” الذي انطلق فعالياته مساء أمس الخميس بمدينة بنجرير تحت شعار”الرحامنة والصحراء المغربية، أصول مشتركة”، فرصة لتعزيز الروابط التاريخية واستحضار الأصول المشتركة بين القبائل الصحراوية والرحامنة .وتميز حفل افتتاح هذا المهرجان، المنظم من قبل “جمعية التراث الشعبي بالرحامنة” ، حضور قوي لوفد يمثل عدد من القبائل الصحراوية، بتنظيم سباق خاص بالهجن، وجلسات سماع لفن موسيقى والشعر الحساني، فضلا عن تنظيم عروض في فن الفروسية التقليدية(التبوريدة) .
كما عرف حفل الافتتاح، أداء الفنان المقتدر محمود الإدريسي للأغنية الوطنية “عيشي يا بلادي عيشي” بالاضافة الى تقديم عروض في الفن الشعبي من مجموعات حمادة بوشان ، المخاليف الحوز، بنات عيشاتا للطرب الحساني ومصطفى الميلس .
ويروم هذا المهرجان تمتين وترسيخ الامتدادات والروابط الثقافية والاجتماعية والتاريخية القوية التي جمعت بين قبائل البدو الرحل بالجنوب المغربي ونظرائهم بمنطقة الرحامنة، فضلا عن كونه يشكل فرصة لتنشيط المدينة وخلق رواج اقتصادي والتعريف بالصناعة التقليدية المحلية وبالمؤهلات التي تزخر بها المنطقة والفرص الاستثمارية المتاحة بها .
وأوضح مدير المهرجان، رئيس جمعية التراث الشعبي بالرحامنة السيد نور الدين الزوزي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اختيار شعار هذه الدورة لم يأت اعتباطا، بل أملته أواصر الأخوة والأصول المشتركة التاريخية بين القبائل الصحراوية وقبائل الرحامنة، مضيفا أن قبائل الرحامنة تعد من بين القبائل العربية الكبرى التي استقرت بأطراف الصحراء المغربية الشمالية، وتجمع بين الرحامنة والصحراء المغربية قواسم مشتركة دينية وثقافية واجتماعية وتاريخية .
وقال إن علاقة الرحامنة بالصحراء المغربية هي علاقة تاريخية تجمع بين الانتماء القبلي والروحي والجهادي تحت راية الإسلام وإمارة المؤمنين، مبرزا أهمية هذا الموسم في ترسيخ وتجديد هذه الروابط التاريخية والثقافية .
ومن جهته، أكد ممثل الوفد الصحراوي بالساقية الحمراء مولاي علي الوعيان، أن مشاركة هذا الوفد الصحراوي الهام في هذا المهرجان نابع من الروابط التاريخية العميقة التي تجمع بين القبائل الصحراوية والرحامنة، معتبرا هذه التظاهرة فرصة لتوطيد أواصر الأخوة وربط الماضي بالحاضر وتجديد التواصل بين المنطقتين وتمتينها .
وعبر عن اعتزاز مجموع القبائل الصحراوية بانتمائها لهذا الوطن، مجددا انخراط ساكنة المناطق الجنوبية للمملكة وتجندها الدائم وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة والمشاركة في الأوراش الكبرى التي يقوها جلالته في مختلف المجالات .
أما عامل إقليم الرحامنة، فأوضح في كلمة بالمناسبة، أن هذا المهرجان يشكل لحظة تمازج وتلاقح بين ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة وإخوانهم بمنطقة الرحامنة، فضلا عن كونه يعتبر فرصة لتوطيد الروابط الثقافية والتاريخية والعائلية التي جمعت قبائل الرحامنة بالقبائل الصحراوية .
وتميز برنامج هذا المهرجان، الذي من شأنه المساهمة في التعريف بالإرث اللامادي والثقافي لمنطقة الرحامنة وتقاليدها الأصيلة وإعادة الاعتبار لذاكرة المدينة وروابطها المشتركة مع القبائل الصحراوية، بتنظيم ندوات حول مواضيع ذات الصلة بشعار المهرجان، وعروض في فن الفروسية التقليدية (التبوريدة) وسباق الهجن وسهرات فنية يحييها فنانون مغاربة ومجموعات موسيقية شعبية .
كما تتضمن فقرات هذا المهرجان ندوة فكرية حول كتاب”الرحامنة، الذاكرة والمجال” ومباراة في كرة القدم تجمع قدماء لاعبي المنتخب الوطني ومجموعة من الفنانين والإعلاميين وإلقاء قصائد شعرية ووصلات فنية من التراث الحساني والمحلي، ومعرض خاص بالمنتوجات المجالية وآخر في الفن التشكيلي .