في سابقة هي من نوعها ببلد أفريقي ، وبمشاركة 750 قائدا يمثلون صناع قرار ورجال اعمال ومحامون ، يمثلون 50 بلدا افريقيا وايضاً امريكا وأستراليا وأوربا وآسيا، تحتضن مدينة مراكش في الفترة الممتدة ما بين 27 و 29 من مارس الجاري، القمة الأولى الإفريقية للروتاري الدولي، وذلك تحت شعار ” الروتاري من أجل تنمية مستدامة بإفريقيا” .
وتندرج انعقاد هذه التظاهرة ، التي تعتبر سابقة في تاريخ الروتاري، والتي تنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، الرئيس الشرفي لروتاري المغرب، في اطار الرؤية الملكية اتجاه افريقيا. وسيترأس أشغالها الرئيس الدولي لروتاري أيان ريسلي رفقة زوجته جولييت، وستكون هذه الزيارة أول نشاط رسمي له في المغرب.
وفي هذا الاطار يقول الدكتور عبد الإله الهلالي ، رئيس المقاطعة المغاربية للروتاري” 9010″ ، ” نحن الان في منعطف حاسم يحتم علينا أن نتحد لنتعارف، ونحارب من أجل قارتنا ويمكن لروتاري أن تلعب دورا هاما كفاعل في المجتمع المدني، وأيضاً لوضع تصورات واستراتيجية مستدامة مع تحديد رؤية واعدة لروتاري افريقيا في المستقبل”.
وفي نفس السياق ، قال أحمد بن المجدوب ، منسق القمة ، ” أن تنظيم هذا الحدث ، جاء نتيجة تعبئة كبيرة ، بوصفنا جمعية نشطة جدا داخل المجتمع المدني ، خلف جلاله الملك ورؤيته الملكية في افريقيا، ودعونا أكثر من 750 من صانعي القرار في القارة الذين سيناقشون اعمال التنمية المستدامة التي ستنفذ خلال السنوات القادمة.”
وأضاف، ” ينبغي ان يكون معروفا ان المقاطعة المغاربية للروتاري الدولي تقود في الميدان العديد من العمليات التي تحقق أهداف التنمية المستدامة. ومن أجل الاستشهاد بهذا المثال فقط ، تحدينا أنفسنا بزراعة، خلال هذا العام الروتاري، 1.200.000 شجرة في المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا” مضيفا أن الجديد في هذه القمة الإفريقية الأولى هي أننا نجحنا في استقدام خبراء دوليين بارزين، وهم الخبير الكندي الشهير دوليا المعني بالتنمية المستدامة، كلود فيلينوف والخبير بالمعهد الفرانكوفوني من أجل التنمية المستدامة و المنظمة الدولية للفرانكوفونية، البروفيسور جورج لانمافانبوتين و أيضا توناو كيري، اخصائي برنامج’’ الاستراتيجيات الوطنية والأطر المؤسساتية للتنمية المستدامة ‘’ بمعهد الفرانكوفونية من أجل التنمية المستدامة و المنظمة الدولية للفرانكوفونية، الذين سيوفرون تكوينا في التحليل النظامي للاستدامة لأول مرة في العالم و على مستوى الروتاري الدولي بعد كندا، لصالح عشرات المرشحين، القادمين من المغرب وعدد من البلدان الإفريقية الفرنكفونية، بعد انتقائهم و المستفيدين من المنح التي منحتها روتاري المغرب و المنظمة الدولية للفرانكوفونية ونادي الروتاري الشانزليزيه. التدريب الذي سيمكنهم من ان يكونوا مستشارين لبلدانهم في تنفيذ مشاريع وسياسات التنمية المستدامة”.
وسيتطرق المشاركون في هذه القمة الافريقية لقضايا اقتصادية واجتماعية وبيئية ترتبط بالمحاور الست لاستراتيجية روتاري الدولية، بالاضافة إلى الاعمال الجارية والتي سيكون لها انعكاس إيجابي على القارة الإفريقية، كما سينظم على هامش هذه القمة منتدى للمقاولين الشباب الأفارقة، ويتجلى الهدف الأسمى لهذه التظاهرة في أن تكون فرصة للروتاريين الأفارقة وضيوفهم لتبادل وجهات النظر حول التحديات الإقليمية وتطور روتاري على المستوى العالمي.
من جهته كشف خالد قباج، مسؤول عن اللجنة المنظمة للقمة ، اختيار تاريخ ومكان انعقاد هذه التظاهرة ليس اعتباطيا، فقد تم الإعلان عنه لأول مرة في مؤتمر كوب 22 بمراكش. يجب أن تكون كل أعمال التنمية في كل بلد موجّهة لتحقيق أهداف جديدة للتنمية المستدامة. لذلك، التمكن من الآليات يسمح بالأخذ بعين الاعتبار مبادئ وأفاق التنمية المستدامة في السياسات، الاستراتيجيات، البرامج ومشاريع التنمية التي تفرض كفاءة عالية. وفي هذا الصدد تبدو جليا الحاجة إلى “التحليل النظامي للاستدامة”، على مستوى تعبئة التمويلات وتسهيل استلام الحسابات في علاقتها مع أهداف التنمية المستدامة.
وفي نفس السياق، قال مهدي الطاهري، كاتب القمة ” إن أشغال هذه القمة ستتمحور حول: “الروتاري من أجل تنمية مستدامة بإفريقيا”. وتجدر الإشارة إلى أن التنمية المستدامة هي واحدة من المحاور الاستراتيجية الستة للروتاري الدولي: السلام وحل النزاعات؛ الوقاية والعلاج من الأمراض؛ المياه والصرف الصحي؛ صحة الأم والطفل؛ محو الأمية والتعليم الأساسي؛ والتنمية الاقتصادية والمحلية المستدامة.
ويذكر أنه على هامش هذه القمة، سيقوم رئيس روتاري الدولي إيان ريسلي بزرع الشجرة الاخيرة من عملية زرع 1.200.000 شجرة ، وهو التحدي الذي أطلقه والي المقاطعة المغاربية رفقة أندية المقاطعة.