أكدت السفيرة المتجولة للملك محمد السادس، السيدة آسية بنصالح العلوي، مساء أمس الأحد بمراكش، على الطابع النموذجي للمقاربة المغربية في مجال التصدي للتهديدات الارهابية.
وأضافت خلال جلسة حول موضوع ” وضعية العالم” نظمت في إطار الدورة ال10 لمؤتمر السياسة العالمية التي اختتمت أشغالها أمس، أن المقاربة المغربية في مجال محاربة الارهاب والتطرف، تعتبر مقاربة شمولية وناجعة.
وشددت السيدة بنصالح العلوي على ضرورة استعادة منطقة البحر الأبيض المتوسط لفعاليتها وحيويتها للحد من التهديدات الارهابية والقضاء على الشبكات الاجرامية المنظمة، مشيرة إلى أن الأمر يقتضي مواجهة العوامل المفرزة لهذه الظواهر والتي من بينها ضعف التنمية والبطالة التي تطال الشباب.
كما أعربت عن أملها في أن يتطرق المؤتمر المقبل بين افريقيا وأوربا، والذي سينعقد في نونبر بأبيدجان( الكوت ديفوار)، لهذه المشاكل من خلال بحث الاجراءات الكفيلة برفع هذه التحديات وإتاحة الفرص للمنطقة حتى تستعيد حيويتها ونشاطها.
من جهته، قال وزير العدل الهندي السابق والمحامي بالمحكمة العليا، السيد أشواني كومار، “إننا نعيش في عالم حيث تتعدد مناطق التوتر، عالم متسم بالعنف، والنزاعات، وعدم الاستقرار، ومليء بالظلم، ولا يبشر بالأمل بالنسبة للأجيال الصاعدة، عالم يعرف فشل الحوار بين الأديان، مقابل تنامي الاتجار بالبشر والمخدرات والذي أضحى واقعا ملموسا”.
وأشار في تحليله للوضعية التي يعيشها العالم حاليا، إلى أن أحد أكبر التحديات في الوقت الراهن، تتمثل في وضع نظام عالمي جديد، لكون العولمة، على حد قوله، “لم تفرز عالما يسوده العدل”.
أما وزير الاقتصاد والمالية المغربي السابق السيد فتح الله ولعلو، فأبرز من جانبه، أن الوضعية الحالية للعالم تتميز بفقدان منطقة البحر الأبيض المتوسط لمركزيتها ، وتقسيم العالم العربي، وتصاعد قوي للتطرف، وغياب الاندماج الإقليمي وفشل دعاة الانفصال ( الأكراد و كاتالونيا).
وأوضح السيد ولعلو أن افريقيا، التي أصبحت بارزة بقوة، يمكنها أن تصبح في آن واحد فضاء للمنافسة والشراكات الثلاثية الأطراف.
وعرف هذا المؤتمر، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى ثلاثة أيام، مشاركة شخصيات مرموقة وخبراء من مختلف المجالات.
وأتاح هذا الملتقى للمشاركين فرصة النقاش والتداول بشأن الرهانات الإقليمية والدولية الكبرى، بغية الإسهام في تحسين الحكامة بمختلف أبعادها بما في ذلك التفكير، واتخاذ القرار، والمراقبة، لأجل خلق عالم أكثر انفتاحا وأكثر احتراما للتنوع.
كما شكل هذا الاجتماع محطة للتفكير المعمق، في جو من النقاش البناء، للخروج بأفكار جديدة وابتكار حلول ناجعة كفيلة بتحسين وتطوير النموذج التنموي لبلدان العالم.
وتناول المشاركون في هذا المؤتمر مجموعة من المواضيع همت “مستقبل جنوب شرق أوربا”، و”الاستثمار في إفريقيا”، و”الثقة والحقيقة في العهد الرقمي”، و”الاقتصاد العالمي”، و”مستقبل وسائل النقل .. الربط والحكامة”، و”أمريكا والعالم سنة بعد انتخاب ترامب”، والذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل البشري”، و”مستقبل التجارة والاستثمارات العالمية”، و”المالية والاقتصاد” و”الطاقة والمناخ” و”الاتحاد الأوربي والعالم” و”التنمية بإفريقيا” و”الأمن بآسيا” و”الشباب الرواد” و”وضعية العالم” .