أبدع فريق الوداد البيضاوي وتألق وأعاد كرة القدم المغربية إلى الواجهة القارية بعد تتويجه بطلا لمسابقة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم وحجزه بطاقة التأهل إلى كأس العالم للأندية المقررة بالإمارات، بفوزه المستحق مساء اليوم السبت بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء على فريق الأهلي المصري1-0 في المباراة النهائية إياب.
ونجح الفريق المغربي، الذي كان في مستوى التطلعات والآمال التي عقدت عليه في هذه المسابقة، في تتويج مسار متميز قهر خلاله أعتى وأعرق الأندية الإفريقية وفي مقدمتها فريق ماميلودي الجنوب إفريقي (حامل اللقب).
ويعود آخر عهد للأندية المغربية مع هذه الكأس وهي الرابعة إلى سنة 1999 حيث كان قد توج بها فريق الرجاء البيضاوي (صاحب ثلاثة ألقاب 1989 و 1997 ) وقبله فريق الجيش الملكي (1985) .
وضرب فريق الوداد البيضاوي، الذي وقع على موسم رائع، أكثر من عصفور بحجر واحد، فهو نجح في إحراز ثاني لقب على المستوى القاري وتأهل إلى مونديال الأندية وأعاد للكرة المغربية هيبتها وإشعاعها على الساحة الإفريقية وحرم كذلك الفريق المصري من لقبه التاسع في المسابقة إلى جانب رد الاعتبار للأندية الوطنية أمام نظيراتها المصرية التي يبقى آخر إنجازاتها سنة 2013 بواسطة الأهلي.
وأكد فريق العاصمة الإقتصادية للمملكة بهذا الإنجاز، الذي تحقق على يد الإطار وطني الحسين عموتة، و مجموعة متضامنة ومتجانسة ومتكاملة تجمع بين فتوة الشباب وخبرة وتجربة اللاعبين المخضرمين، وتحت إدارة تقنية مستقرة وواعدة ومكتب مسير واع ومسؤول، أنه فريق يخطو بثبات نحو النجومية.
ويمكن اعتبار أن النتيجة “الفخ” (1-1)، التي آلت إليها مباراة الذهاب يوم السبت الماضي في الإسكندرية ، صبت في مصلحة الفريق المغربي الذي تعامل بروح قتالية عالية وبذكاء كبير مع مجريات لقاء الإياب مستغلا في الأخير الضغط الذي كان يخضع له الفريق المصري .
ويبدو أن القراءة التقنية والمتأنية والنهج التكتيكي، الذي اعتمده الإطار الوطني الشاب والكفىء الحسين عموتة،والذي بالمناسبة يعد أول إطار وطني يتوج بهذا اللقب القاري، ساهمت بشكل كبير في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي الرائع حيث عرف كيف يمتص حماس واندفاع اللاعبين المصريين .
وجاءت أطوار هذا اللقاء، الذي كانت تبدو فيه كفة ممثل كرة القدم المغربية راجحة اعتبارا لعوامل الأرض والجمهور والخبرة، متكافئة بين فريق الأهلي، المتمرس على مثل هذه المواعيد القارية الهامة والفائز بلقب المسابقة ثماني مرات سنوات وفريق الوداد البيضاوي ، الذي يبلغ لثالث مرة في تاريخه الدور النهائي للمسابقة الأم.
واستهل الفريقان المغربي والمغربي هذا اللقاء بنوايا مختلفة لكن بطموح واحد هو بلوغ مرمى الفريق الآخر في أقرب فرصة في محاولة للتحكم في مجريات اللعب وبعثرة الأوارق.
وإذا كان فريق النادي المصري قد اندفع منذ الوهلة الأولى نحو معترك زهير العروبي من خلال القيام بعمليات هجومية سريعة وبأكبر عدد ممكن من اللاعبين، فإن فريق الوداد البيضاوي آثر تعزيز الدفاع وملء وسط الميدان مع الاعتماد على تسربات كل من أشرف بنشرقي و اسماعيل الحداد .