منذ أن استمعت لتصريحات وزير خارجية الجزائر وأنا أتساءل هل هذه حقيقة أم خيال . وبعد أن تأكدت من هذا الواقع سرت أنتظر موقف الجزائر الرسمي. لأن ما قاله الساهل يمس مباشرة الدولة الجزائرية الشقيقة. فعليها أن تبين هل هذا الكلام قيل باتفاق معها أو أنها تستنكره . وهذا يدخل في أخلاقيات حسن الجوار.
ففي كل الأحوال. فسواء كانت مجرد زلة لسان وهذا لايمكنه أن يكون من طرف وزير للخارجية أو كانت زلة دماغ وهذا يعني أن الشخص غير مؤهل لكي يبقى في منصبه وإن كانت زلة دولة فالمصيبة أفظع . فالقذف له جزاؤه والغيبة تؤدي إلى النار.
الغريب في الأمر أنه يستشهد برؤساء دول أفريقية دون ذكر أي إسم معتقدا أن إفريقيا اليوم هي إفريقيا التي كانت في سنة 1975. وبذلك فهو بالتاكيد يمس بكرامة القارة بأكملها. ربما كان يتكلم عن الرئيس الذي سحبت منه صفة سفير النوايا الحسنة للمنظمة العالمية للصحة بعد ثلاثة أيام من تسلمها، أو من يماثله . أما باقي القادة فهم منزهون عن مثل هذا الكلام . وفي كل الأحوال فالمغرب لا يمكنه أن تمسه مثل هذه البلطجة. ومع ذلك لا يمكن أن نقبل هذه التصرفات.
إن رد فعل المملكة المغربية كان في المستوى المطلوب وكان في حينه. ولكن إذا لم يكن هناك موقف جزائري واضح فلابد أن يتم التصعيد لأن كلام شخص يصبح كلام دولة إذا لم يتم تصحيحه.
إننا نؤمن بالمغرب الكبير لكن كرامة المغرب فوق كل شيء.
عبد الواحد الفاسي.
رئيس جمعية اللاهوادة