كشفت نتائج الدراسة التي قادها الباحثان جان جاك هوبلان عن معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية (لايبزيغ بألمانيا) وعبد الواحد بن نصر من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، أن أصل ” أموسابيانس” (الإنسان العاقل) ليس مغربيا بحتا بل إفريقيا أيضا.
و قد أظهرت نتائج الدراسة التي تم تعميمها ، الخميس 19 أكتوبر بالرباط، خلال ندوة نظمتها جامعة محمد الخامس حول موضوع “اكتشاف أقدم “أمو سابيانس” بجبل إيغود في المغرب، خطوة جديدة نحو أصول فصيلتنا” بمشاركة الباحثين ، أن بداية تاريخ الإنسان الحديث تعود إلى300 ألف سنة وليس 200 ألف سنة كما كان يعتقد من قبل ، ورجحت أن يكون أصل ” أموسابيانس” هو شرق إفريقيا.
كما أظهرت هذه الدراسة أن الإنسان الحديث عبر في رحلته لاستكشاف العالم، الصحراء التي كانت حينئذ فضاء من سهول خضراء .
وأكد جان جاك هوبلان وهو أيضا أستاذ ب”كوليج” فرنسا، كرسي الأنثروبولوجيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الباحثين كانوا ” مقتنعين عموما بأن هناك منطقة محدودة ظهرت فيها فصيلتنا ( الإنسان) بشكل سريع وحاد” مشيرا إلى أن اكتشاف جبل إيغود يظهر أن أقدم المستحثات توجد في منطقة المغرب العربي، وهو ما يغير بشكل جذري الأبحاث حول تطور الإنسان وسيدفع إلى “التفكير في إعادة النظر في المراجع ذات الصلة” .
وأوضح أن الهدف من اللقاء يتمثل في تقديم الإطار الأوسع والأعم لتطور فصيلة الإنسان بإفريقيا وخارج القارة، مضيفا “بما أن لدينا جميعا أصول إفريقية، فإن الأمر يتعلق في النهاية بتطور العالم”.
من جهته، ركز الباحث عبد الواحد بن نصر على أهمية نتائج هذا الاكتشاف في تطوير البحث الأركيولوجي بالمغرب بل وربما في تنمية المنطقة مضيفا أن الهدف من هذه الندوة، هو تقديم نتائج هذا الاكتشاف للعموم، بعد أن كانت متاحة فقط للمجتمع العلمي.
وأكد رئيس جامعة محمد الخامس، السيد سعيد أمزازي، بهذه المناسبة أن الاكتشاف الذي قام به الباحثان على بعد 400 كيلومتر جنوب الرباط ” جعل من المغرب مهدا للبشرية ” مشيرا إلى أن هذه الخلاصات تظل نسبية بالنظر إلى ما يمكن أن يسفر عنه البحث عن أصول المستحثات المكتشفة.
وأضاف أن هذه المعطيات تزكي الفرضيات الأولى التي تجعل من إفريقيا أصل الإنسان الحديث ، مشيرا إلى أن اكتشاف مستحثات ” أموسابيانس ” بجبل إيغود يبين أنه سلك طريق الصحراء، الذي كان يتكون من سهول خضراء توفر شروط التنقل.
وأبرز أن هذه الندوة تروم إطلاع العموم على أهمية موقع جبل إيغود (الواقع بين مدينتي مراكش وآسفي)، موضحا أنه “لدينا اليوم ما يكفي من النماذج التي ستمكن من الكشف عن أسرار هذه المنطقة من العالم و توضيح بعض المعطيات المتعلقة برحلة الإنسان الحديث “.
ومكنت هذه الندوة، التي نظمتها مصلحة التعاون والعمل الثقافي بسفارة فرنسا بالمغرب، والمعهد الفرنسي بالمغرب وجامعة محمد الخامس بالرباط، من تسليط الضوء على اكتشافات جبل إيغود التي ساهمت في إعادة كتابة تاريخ البشرية .