محمد تكناوي :
شهد بهو قاعة الاجتماعات بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات يوم الجمعة 13 اكتوبر 2017 فعاليات الحفل التأبيني الذي نظمه أصدقاء وزملاء الفقيد محمد شبار تخليدا للذكرى الأربعينية لرحيله، و الذي شكل مناسبة للاعتراف بالخدمات الجليلة التي أسداها المرحوم لقطاع التربية والتكوين بجهة مراكش آسفي خاصة و أنه يعد من الرعيل الأول الذي أسس لتجربة الأكاديمية في مجال إرساء وتنزيل المنظومة القانونية والتشريعية للنظام التعليمي بعين وكفاءة المختص القانوني سيما وأنه خريج المدرسة الإدارية، حيث مارس باقتدار وتمكن وطيلة عقود من الزمن الملفات التي تلامس الجوانب التشريعية والتنظيمية والإدارية خاصة في شق المتعلق بالمنازعات والمجالس الانضباطية؛ و إحياء الذكرى الأربعينية للمرحوم شبار لم يكن لها بعدا رمزيا أو معنويا فقط بل كانت لها أيضا أبعادها ودلالاتها المجتمعية تجسدت في المساهمة الفعالة لأطياف مجتمعية ونقابية ومدنية وإعلامية.
برنامج الحفل الذي عرف حضور جمهور كبير من معارف ومحبي وأقارب وزملاء ورفاق درب الفقيد حيث غصت قاعة التأبين بالحضور وذلك على الرغم من التوقيت الذي لم يكن اختياره موفقا حسب إفادة ثلة من أصدقاء الراحل، تميز بإلقاء كلمات رصدت المسار المهني الغني والمتنوع للمرحوم حيث أكدت أن استقامته ونبله ونزاهته مكنته من النجاح في كافة الملفات التي باشرها.
أما شهادات الأصدقاء والرفاق الذين ارتبط بهم المرحوم أو عاشروه فقد كانت شهادة جد مؤثرة حاولت النبش والسفر في ذكريات وعطاءات هذا الهرم الشامخ ، الذي امتلك قدرة تلقائية كبيرة على مساعدة ومؤازرة الكل بكلمات دافئة وبالتفاتات إنسانية عميقة، واحتضان غير مشروط ، رجل بسيط ودود متواضع باذخ، كانت الحياة في تفاصيلها الصغيرة شغفه الكبير، رجل كان يصر دائما على وضع الناس قبل الأشياء والمواعيد، أحب الكل فبادله الناس الحب بالوفاء والاحترام بالتقدير، رجل عشق العيش المتكاثف والدعوة لعبور الحياة بوجه مبتسم وعيون مشرقة وبقليل من الأحزان والانكسارات، رجل عرف كيف يرافق فرح الناس بدون تصنع أو ابتذال. وكيف يملأ الكون بقفشاته الخفيفة وبضحكته المجلجلة .
كما شكلت هذه الشهادات أيضا لحظة حميمية تم من خلالها النفاذ إلى المخزون الإنساني للراحل واستحضار خصاله المتميزة أساسا بحب البساطة والتي تجسدت في ملبسه ومظهره وسلوكه والتي أبرزها الشريط المصور الذي أرخ لمحطات مختلفة من عمر المرحوم والتي رافقت الشهادة الصوتية المعبرة للشاعر والإعلامي شكري البكري . كما تناولت الكلمات حب الراحل وتشبته بالحياة والصبر وسعة الصدر ووفاءه وارتباطه بالناس البسطاء والأماكن العتيقة خاصة بباب احمر بسيدي يوسف بن علي مسقط رأسه وقلبه.
وتفاعل الحضور مع الكلمة المؤثرة لصهيب نجل المرحوم محمد شبار الذي أشار إلى استحضاره الدائم لصورة والده البهية وكأنه لم يرحل مستحضرا طيبة قلبه ونهله من معنى الحب والإيمان والحنان و كيف كان يحثه دائما على عيش الحياة بمرح وتسامح وكبرياء و ينسج الصداقات الصادقة الشفافة كما عبر في الختام باسمه واسم جميع أفراد أسرته عن امتنانهم وتقديرهم وعرفانهم لكل من قدم لهم التعزية الصادقة وواسهم في وفاة المرحوم. كما شكر القائمين على هذا الحفل التأبيني لوالده.
وقد تخللت فقرات هذا الحفل وصلات من فن المديح والسماع كما تم تقديم تذكار لعائلة المرحوم عبارة عن صورة كبيرة للسي شبار.
قد لا تسعف الشهادات والكلمات التي رددت صداها قاعة الاجتماعات بمقر غرفة الصناعة والتجارة في تعداد خصال ومناقب هذا الفارس الشهم الذي ترجل عن فرسه وقرر أن يستريح، لكنها حتما مكنت الحضور من استعادة قامة السي شبار الباسقة الموشحة بالضوء والمجد والكبرياء وأن تجعل الجميع يقف اجلالا وإكراما واحتراما لرجل دمث عرف كيف يحافظ على شعرة معاوية مع الجميع بغض النظر عن المواقع والمراتب والمقامات والانتماءات.
شكرا السي شبار على كل اللحظات الجميلة التي منحتنا إياها وستبقى ذكراك خالدة في أعماقنا .
بقي أن نشير في الختام أن إحياء هذا الحفل التأبيني عرف حضور مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة مراكش آسفي والمدير الإقليمي بمراكش وبعض النواب السابقين بالجهة.